التاريخ والواقع الذي نعيشه يؤكد أن لا دولة للسيف مطلقًا فحتى وإن تم تأسيس دولة بقوة السيف فهي لم تستمر وتكون نهايتها وزوالها حتميا، والشواهد التاريخية البعيدة والقريبة حاضرة في أذهان الأغلبية إن لم يكن الجميع، فكل دولة أسسها حاكمها بالقوة والسيف والطغيان والإستعباد فهي زائلة….
بينما الدول والأمصار التي أسست أو فتحت بالمجادلة بالحسنى وبالأخلاق وبالإنسانية وبالفكر فهي دولة أسست على قواعد رصينة لان كل أفرادها لم يجبروا على الولاء والطاعة للحاكم أو أن يكونوا أفراداً بها بقوة السيف, لذلك نجد هكذا دول، الدول ذات الديمومة والبقاء …
وهنا نقول لكل الحكام: إجعل العقل والحكمة والمجادلة بالحسنى هي الأساس في الحكم وتمتع بالإنسانية والرحمة والاخلاق حتى تكون دولتك دائمة ومستمرة إلى أن يشاء الله تعالى … فكما قال المرجع المحقق الصرخي في أحدى محاضراته العقائدية ((…لا تبنى الأمم بقوة السيف والبطش والقمع والإرهاب والرشا والإعلام الزائف والمكر والخداع … بل بالفكر والمجادلة بالحسنى وبالإنسانية والرحمة والأخلاق …))…
هذه الصورة الحقيقة التي أعطاها لنا المرجع المحقق الصرخي لبناء الدولة, وليس بالبطش والإرهاب والقمع وتحكيم السيف، وما دولة الدواعش التكفيريين إلا خير شاهد على ذلك فتلك الدولة لم تبنَ ولم يكتب لها الديمومة لأنها قامت على أساس القتل وسفك الدماء والترويع والإرهاب والمكر والخداع وكل دولة تقوم على هذا الأساس فهي إلى زوال دون أدنى شك حتى وإن استمرت فترة من الزمن فهي إلى زوال.