أعلنت إسرائيل اليوم الخميس، أنها تعتقد أن انتصار الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية قد يحقق الاستقرار بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل سبعة مسلحين إسلاميين في ضربة جوية عبر الحدود.
وتشير تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إلى تواؤم إسرائيل مع وجود الأسد، عدوها القديم الذي لم يسع لمواجهة مباشرة معها، فيما يستعيد سيطرته على سوريا من قبضة مقاتلي المعارضة وبينهم جماعات إسلامية.
وحتى الأسبوع المنصرم كانت إسرائيل تحذر من تقدم الأسد على حساب مقاتلي المعارضة في جنوب غرب البلاد. وأسقطت إسرائيل طائرة حربية سورية قالت إنها دخلت بطريق الخطأ إلى الجزء الذي تحتله من هضبة الجولان. كما حذرت إيران وجماعة حزب الله اللبنانية اللذين يدعمان الأسد من محاولة الانتشار على الجانب الذي تسيطر عليه سوريا من الجولان.
لكن ليبرمان أبدى تفاؤلا حذرا اليوم الخميس، فيما وصف فوز الأسد بأنه أمر في حكم المؤكد.
وقال ليبرمان للصحفيين «من منظورنا فإن الوضع يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية مما يعني أن هناك جهة يمكن مخاطبتها وشخصا مسؤولا وحكما مركزيا».
وعندما سئل إن كان قلق الإسرائيليين سيخف بشأن احتمال تصاعد الوضع في الجولان أجاب «أعتقد ذلك. أعتقد أن هذا أيضا من مصلحة الأسد».
وبعد التصريحات بفترة قصيرة قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربة جوية على الجولان مساء الأربعاء فقتل سبعة متشددين يعتقد أنهم من جناح سوري لتنظيم الدولة الإسلامية كانوا في طريقهم لمهاجمة هدف إسرائيلي.
وقال المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس إنه مع اقتراب قوات الأسد «نرى كيف تشرذم الإرهابيون التابعون لداعش وكيف خسروا الأراضي».
وأضاف أن الرجال الذين استهدفتهم الضربة كان لديهم بنادق هجومية وأحزمة ناسفة وتحركوا في تشكيل قتالي. وقال «نفترض أنهم كانوا في مهمة إرهابية وأنهم كانوا يحاولون التسلل لإسرائيل. لم يبد أنهم كانوا يهربون أو يحاولون الاحتماء».
وكان بيان سابق للجيش الإسرائيلي ذكر أن الضربة وقعت في الشطر السوري من الجولان لكن كونريكوس عدل ذلك وقال إن موقع الضربة كان داخل الخطوط الإسرائيلية.
ولم يرد تعقيب بعد من الحكومة السورية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا اليوم الخميس، أن الاشتباكات استمرت بين الجيش السوري ومتشددين من تنظيم الدولة الإسلامية في الجولان السورية.
واندلعت الحرب السورية في 2011 وساعد تدخل روسيا في 2015 على قلب الموازين لصالح الأسد.
وقالت وزارة الدفاع في موسكو إن الشرطة العسكرية الروسية بدأت تنتشر في الجولان السورية وتعتزم إقامة ثمانية مواقع مراقبة في المنطقة. ووصفت الوزارة التحرك بأنه يهدف إلى دعم قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة موجودة منذ عقود.
وأضافت الوزارة أن المواقع الروسية الجديدة ستسلم إلى الحكومة السورية بمجرد استقرار الوضع.
وأكد كونريكوس انتشار الروس لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التصريحات.
ومن أجل أن يتحقق الهدوء، قال ليبرمان إنه يتعين على سوريا الالتزام بهدنة عام 1974 التي تراقبها الأمم المتحدة والتي أقامت منطقة منزوعة السلاح في الجولان.
وأكد مجددا مطلب إسرائيل ألا تقيم إيران قواعد عسكرية في سوريا وألا تستخدم سوريا في تهريب سلاح لجماعة حزب الله في لبنان.
وقال «لا نسعى لاحتكاكات، لكننا سنعرف كيف نرد على أي استفزازات وأي تحديات».