نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: مونديال 2022.. والعمليات السوداء!

بعد ساعات من التقارير الإعلامية التي سربت خبر تورط النظام القطري في ممارسة حملة علاقات عامة سوداء ضد ملفي الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا اللذين تقدما بهما لاستضافة مونديال كأس العالم 2022، بعد ساعات من ذلك، خرج جوزيف سيب بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» مغردًا بشكل مفاجئ على حسابه في تويتر قائلاً: «أخبار سيئة: قطر متهمة بتشويه سمعة منافسيها! الحقيقة هي أن قطر فازت بتدخل سياسي من قبل الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي».

تغريدة بلاتر يمكن تفسيرها على منحيين، الأول والأرجح هو أن الرجل يحاول التغطية على النظام القطري، عبر الإيحاء بأن العمليات السوداء التي قام بها ضد منافسيه لم تؤثر أساسًا على نتائج ترشيح الملفات، بمعنى أن النظام القطري كان سيفوز في جميع الأحوال، والثاني هو أن الرجل قد انقلب على النظام القطري وبات يفشي الأسرار التي لم يسبق له الاعتراف بها.

وبعد ساعات أخرى من تغريدة بلاتر، نشرت صحيفة ديلي ستار الإنجليزية على صدر صفحتها عنوانًا يقول: «سوف نستضيف مونديال 2022»! كما طالب أحد النواب المحافظين في مجلس العموم البريطاني بإجراء تحقيق جدي حول تورط قطر في العمليات السوداء للحصول على تنظيم كأس العالم.

المسألة لا تقف عند هذا الحد، بل كشفت مصادر إعلامية، منها تقرير صنداي تايمز، أن النظام القطري قام بتنفيذ حملات دعائية سوداء ضدي الملفين الأمريكي والأسترالي من خلال تحريض الأمريكيين والأستراليين ضد مشاركة بلادهم، والعمل على نشر بروبغندا في البلدين تعتبر أن التقدم بطلب استضافة كأس العالم هو هدر للمال، وخسارة لموازنات يمكن استغلالها في أوجه أخرى أكثر نفعًا.

وإذا كان الكشف عن هذه المعلومات الجديدة قد يعيد فتح التحقيقات المتعلقة بفضائح النظام القطري وحصوله على حق استضافة مونديال 2022، فإن المؤكد هو أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا سوف لن يبقوا مكتوفي الأيدي تجاه هذه المعلومات الجديدة، وخصوصًا أن هذه الدول كانت تريد الفوز باستضافة كأس العالم، ولم تتوقع أن ثمة من كان يعمل في الخفاء لإفشالها.

نقلا عن صحيفة أخبار الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى