اشتد الصراع بين حركة النهضة زراع تنظيم الاخوان في تونس، بينها وبين الرئيس التونسي قائد السبسي بعد أن جددت حركة النهضة التونسية دعمها للرئيس الحكومة دعوتها لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، والمرهون بعدم ترشح الشاهد للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2019.
وتجديد الدعم للشاهد جاء بعد أن طالب الرئيس التونسي بإقالة رئيس الحكومة، بلغة صريحة في حوار مع قناة نسمة التونسية، في ظل استمرار الخلاف الدائم والمرتفع وتيرته بين الشاهد ونجل الرئيس الذي طالب بتغيير الحكومة، على خلفية فشلها في الملف الاقتصادي.
وفي بيان لها طالبت النهضة حكومة الشاهد بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي وقع التوافق بشأنها في وثيقة “قرطاج 2″، والتي حددت البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد خلال الفترة المقبلة فى صورة واضحة لمناطحة الرئيس التونسي بان التنظيم بزعامة راشد الغنوشي يدعم رئيس الحكومة ويرفض الاطاحة به.
كما طالبت النهضة رئيس الحكومة بـ”إضفاء مزيد من الجدية على العمل الحكومي”، عبر التسريع بإنجاز التعديل الوزاري و”سد الفراغات الحكومية.
طرفي الصراع
ويرى مراقبون أن الخلاف بين السبسي ويوسف الشاهد، قد خرج من حيز الانتقادات الداخلية، إلى العلن وهو ما يعني أن الأزمة السياسية في البلاد وصلت إلى أقصى حالاتها، مشيرين إلى أن الرئيس التونسي انضم في ذلك لنجله حافظ قايد السبسي، المدير التنفيذي لحزب نداء تونس الحاكم، والذي يطالب دوما بتغيير شامل للحكومة التونسية متهما إياها بالفشل الاقتصادي.
ولا تبدو الأزمة الحالية المتفاقمة، بين الرئيس التونسي باجي قايد السبسي من جانب، ورئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد من جانب آخر، قاصرة على الجانبين، إذ تبدو هناك حالة من الاصطفاف والداعمين وراء كلا الطرفين.
ففي جانب الرئيس التونسي ونجله زعيم حزب نداء تونس، تقف مجموعة أحزاب تونسية معارضة، إضافة إلى الاتحاد التونسي للشغل، وهو هيئة نقابية لها ثقلها داخل الساحة السياسية التونسية في حين أن حركة النهضة التي يبدو بانها قامت بإبرام صفقة مشبوه وخفية مع الشاهد الا وان خطواتها واضحة سياسيا، لكونها دافعت عن استمرار بقائه على رأس الحكومة بحجة حماية الاستقرار السياسي، رافضة مطالب إقالته التي تطالبها حركته نداء تونس ونقابة اتحاد الشغل ومنظمات وأحزاب معارضة فى مقابل اعلان الشاهد بعدم خوضه الانتخابات الرئاسية.
وقف شوكة النهضة
وفى محاولة من نداء تونس (الحزب الحاكم) لوقف مخططات التنظيم بعد ان اشتدت شوكته واستفحل سياسيا خاصة بعد تفوقه في جميع الاستحقاقات البرلمانية والمحلية وايضًا اكتساحه في تولى عناصره رئاسة المحليات مؤخرًا.
ويبدو أن حركة النهضة استطاعة ان تُسخر رئيس الحكومة يوسف الشاهد لمتطلباتها مما جعلته شوكة في ظهر حزب نداء تونس (الحزب الحاكم) والذى يعد من قيادي الحزب ذاته، مما يعمل السبسي على اقالة الشاهد الذى أصبح اداه في يد التنظيم وشوكة تزيد من حالة الصراع والانقسام الداخلي للحزب الحاكم.
حيث قال الرئيس السبسي في لقاء تلفزيوني، إن “الاستقرار في تونس لا يتوقف على الأشخاص”، وإن على رئيس الوزراء الاستقالة من منصبه أو التوجه إلى المجلس النيابي لطرح تجديد الثقة في حكومته في حال استمرت الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد منذ أشهر.
وانعقد اجتماع قمة في قصر قرطاج جمعٍ رؤساء السلطات الثلاث إلى جانب زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي والمدير التنفيذي لحزب نداء تونس والأمين العام لاتحاد الشغل ورئيس اتحاد أرباب العمل للتباحث حول تجاوز الأزمة.
وتصريح الرئيس السبسي هو الأول من نوعه منذ أشهر عاشت فيها تونس على وقع خلاف حاد بين مكونات الساحة السياسية، التي يطالب جزء منها برحيل حكومة الشاهد. ومن بين المطالبين برحيل الشاهد حزب نداء تونس، الذي أسسه السبسي، والاتحاد العام التونسي للشغل، وأحزاب في المعارضة. واعتبر السبسي أن «الوضع لا يمكن أن يستمر كما هو عليه، وتونس كل يوم من سيئ إلى أسوأ»، مشيراً إلى أنه “لا يمكن الاستجابة لطموحات التونسيين دون حكومة متماسكة تتمتع بإجماع ولها حزام سياسي”.