بعد سكوتها لأكثر من أسبوع، دخلت المؤسسة العسكرية على الخط، ووجه الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري، رسائل شديدة اللهجة لـ”حمس”، الكيان المعبر عن التنظيم بالجزائر، وحذر من مغبة إقحام المؤسسة العسكرية فى الصرعات السياسية بين الأحزاب .
يأتي ذلك بعد حالة الشد والجذب بين القوى الاسلامية، متمثلة فى حركة حمس، وأحزاب الموالاة، بسبب دعوة حمس للمؤسسة العسكرية رعاية التوافق الوطني بينها، وبين القوى الوطنية والسلطة، وضمان إنتقال ديمقراطي سلس.
وبدت الصورة واضحة للتنظيم، بأن المؤسسة العسكرية لا تلبي النداء للزج بها فى صرعات داخلية، ما جعل التنظيم، يحاول جاهدًا لكسب ثقة المؤسسة العسكرية، خوفًا من الدخول فى صدامات، لا تحمد عقباها.
وراح التنظيم يبرر موقفه، ويؤكد أن دعوته للمؤسسة العسكرية، لاتعني الزج بالجيش فى صرعات سياسية، بل حماية التوافق الوطني.
وعندما أبدت القوى الوطنية، تحفظاتها على دعوة الإنتقال الديمقراطي، وأدارت ظهرها، أدرك التنظيم، بأنه لامناص من الدعوة سوى الإعتماد على الذات، وتدشين تحالفًا مع القوى المعارضة، التى دع إليها من قبل، للوقوف فى وجه عبد العزيز بوتفليقة من الترشح لولاية خامسة، وأي مرشح تابعًا لأحزاب الموالاة.
وحرص التنظيم على التماسك والترابط، ملوحًا بأن هناك أطراف تعمل على قبر التجربة وطمس الشخصية والقضاء على الخطط والمنهج التنظيمي.
كما راح عبد الرزاق مقري رئيس الحركة يبرر،أيضا موقفه من التوافق الوطني، والدعوة لانتقال ديمقراطي، بتأكيده بأن التوافق يخدم الصالح العام، نافيًا استعانة الحركة لقوى خارجية، لتمرير أجندات تدمر البلاد.
ومن جانبه، نفى أحمد صادوق رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم، ردًا على تصريحات الفريق قايد صالح، كون الحركة تسعى إلي الزج بالمؤسسة العسكرية فى العمل السياسي، موضحًا، أن الحركة من نشأتها وهى تدعوا إلي تمدين العمل السياسي فى الجزائر.