خيّرت المليشيات الإيرانية مجنديها بين الخضوع لدورات طائفية، أو الحرمان من الرواتب والتسريح.
يأتي ذلك في وقت تعصف الصراعات الداخلية والانقسامات المناطقية بالحوثيين على وقع تقهقرها على عدة جبهات.
وتسببت الأموال التي نهبتها ميليشيات الحوثي من المؤسسات الحكومية في العاصمة، بأزمة حادة بين صفوف القيادات المنتمية إلى صعدة وأقرانهم المنتمين إلى محافظة صنعاء.
ويتفرع هذا الصراع عن آخر قديم بين العائلات التي تشكل أركان الجماعة الحوثية، وبات يتخذ شكلا يعتمد على المناطق المسيطر عليها.
و يتخذ النزاع بين قيادات الانقلابيين “منحا مناطقيا”، فالقيادات المنتمية إلى صنعاء وعمران وإب، تتهم قادة صعدة بالهيمنة، وعدم إشراكهم وتقاسمهم للجبايات والمجهود الحربي، الذي يفرضونه على السكان والتجار.
ووفقا لمصادر يمنية، فإن مشرف الحوثيين في صنعاء، المدعو أبو طارق، الذي ينتمي إلى صعدة، عزل مشرفين على أحياء بالعاصمة.
واتخذ هذه الإجراءات بعد أن وجه لهم تهمة الخيانة، واستبدلهم بآخرين ينتمون إلى صعدة، والتي ينحدر منها زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي.
ويرجع ارتفاع حدة الصراعات حول الجبايات في صفوف الميليشيات الإيرانية، إلى الهزائم المتتالية التي تكبددتها على مختلف جبهات القتال وتجفيف مواردها.
وأمرت ميليشيات الحوثي إخضاع من جندتهم للقتال معها لدورات طائفية بالقوة، وهددت بوقف صرف المرتبات الشهرية لمن يرفض الامتثال للأمر وتسريحهم.