نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: لماذا ينحاز الإعلام الأمريكي إلى إيران؟

ينبغي على مراكز الأبحاث في دول الخليج العربي دراسة أسباب ميلان الإعلام الغربي عمومًا والأمريكي خصوصًا باتجاه النظام الإيراني، والانحياز الواضح إلى إيران والاصطفاف في صفها من قبل مختلف وسائل الإعلام وعبر مختلف كتابات الصحفيين والكتاب في الدول الغربية إلا فيما ندر.

خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كانت الإدارة الأمريكية ومعها الإعلام الأمريكي منحازين قلبًا وقالبًا إلى إيران، وقد تجسد ذلك في صيغته النهائية عبر اتفاق الإطار النووي بين إيران ودول مجموعة (5+1)، التي تمكنت إيران بموجبها من تحصيل مليارات الدولارات التي وظفتها في خدمة الإرهاب وتوسيع نطاق نفوذها وتدخلها في شؤون دول المنطقة. وبعد انتهاء حكم أوباما وقدوم الرئيس الحالي دونالد ترامب تغير موقف الإدارة الأمريكية تجاه إيران، وانسحبت واشنطن من الاتفاق النووي، وأعادت العقوبات المالية والاقتصادية على إيران، لكن بقي الإعلام الأمريكي يدافع عن إيران بشكل شرس، وينشر التقارير والآراء التي تعاكس موقف الإدارة الأمريكية! على سبيل المثال، أغلب الآراء والتقارير المنشورة في الإعلام الأمريكي حول انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي تقول إن هذا الانسحاب ليس في مصلحة واشنطن، وأن إيران قد التزمت بالاتفاق، وأن ما حدث يعتبر «مصيبة» على الولايات المتحدة الأمريكية وليس إيران! كما أن الإعلام الأمريكي ينحاز تمامًا إلى إيران فيما يخص فرض العقوبات المالية والاقتصادية على النظام الإيراني، فوسائل الإعلام الغربية والأمريكية تقول إن هذه الإجراءات سوف لن تضعف طهران، وأنها سوف ترتد على الولايات المتحدة الأمريكية، ويوم أمس بدأ الإعلام الأمريكي يتناول قصصًا مأساوية حول ما أدت إليه الإجراءات الأمريكية من ضرر بالفقراء والمدنيين الإيرانيين، في حين يُخفي الإعلام الغربي دائمًا الجرائم والفظائع التي يرتكبها النظام الإيراني تجاه الشعب الإيراني وتجاه شعوب ودول المنطقة!

بشكل عام، في كل موقف يتصل بإيران، يصطف الإعلام الأمريكي معها، ولأن الأمر نفسه يتعلق بالنظام القطري، فقد اصطف الإعلام الأمريكي مع قطر لكون المسألة تتعلق أيضًا بإيران. وأكرر مجددًا أنني لا أعني جميع وسائل الإعلام وجميع التقارير والكتابات، وإنما الغالبية الساحقة منها وفق اطلاعي ومسحي المستمر لما يتم نشره هناك.

السؤال: ما الذي فعلته إيران حتى تجبر معظم الإعلام الأمريكي والغربي لصالحها؟ هل اقتصر الأمر على شراء الذمم ودفع الأموال لشركات العلاقات العامة، أم أن المسألة أكثر تشعبًا وتعقيدًا من ذلك؟

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى