نون والقلم

احمد الملا يكتب: الشور … امتداد لشعائر ثورة المنحور

بعد سنوات من الفوران الحسيني عند أغلب الشباب العراقي خصوصاً منذ عام 2003 وحتى ما قبل سنتين أو أكثر بقليل تحديداً كانت الشعائر الحسينية تقام بشكل طبيعي ويحضرها العديد من الشباب حتى كانت تأثير تلك المجالس واضح فيهم، حيث نجد الأغلبية تتصف بصفات إسلامية محترمة من حيث الشكل والمضمون، لكن في الآونة الأخيرة وكما قلت قبل سنتين أو أكثر بقليل بدأ هناك نفور من حضور تلك المجالس الحسينية وأماكن العزاء وهذا لأسباب ، منها :

نفور الشباب من المادة الفكرية التي تعطى في تلك المجالس حيث كلها عبارة عن أفكار مؤدلجة وطائفية مبتعدة عن الفكر الإسلامي والنهج الرسالي وهذه أدت إلى السبب التالي وهو ابتعاد الشباب عن الفكر الإسلامي شيئاً فشيئاً لأنهم لم يجدوا فكراً يطرح بصورة تتلائم مع المثل الإسلامية الحقيقة فكل ما يسمعونه ويتلقونه هو التكفير والطائفية والفكر المتعنصر والحقن بالإفكار غير السليمة وهذا أدى بدوره إلى نمو الفكر الإلحادي عند بعض الشباب لكونهم وجدوا تناقض تام بين بعض النظريات الإسلامية وبين مطبقيها « أصحاب المنابر» ويضاف لذلك حملات التكفير التي شنت ضد العديد من الشباب الذين أخذوا يمارسون الشعائر الحسينية على طريقتهم الخاصة وبغير قصد أساؤا لتلك الشعائر فبدلاً من تهذيبها لهم وإحتضانهم راح العديد ممن يدعون إنهم دعاة الإسلام داخل المذهب يشنون حملات تكفير ضد هؤلاء الشباب حتى وصل بقسم منهم أن يعلن إلحاده !!!…

كل تلك الأمور أدت إلى أمر خطير يعصف بالشعائر الحسينية ويهدد ديمومتها، فالكل يعرف إن تلك الشعائر لها دور في تهذيب فكر وروح وأخلاق وإنسانية الفرد وتبقي المسلم على تماس وإرتباط تام مع رموز الإسلام الحقيقيين – آل البيت (عليهم السلام) – فبسبب تلك الأمور بدأنا نلاحظ العزوف التام عند الشباب عن الحضور لتلك المجالس وأخذت وتيرة تلك المقاطعة ترتفع شيئاً فشيئاً وإرتفعت نسبتها بدرجة عالية وهذا الأمر أدّى إلى فتح الباب على مصراعيه أمام الأفكار المنحرفة لتعصف بفكر الشباب والأمر الأخر والمهم هو سوف يؤدي إلى قطع وتغييب الشعائر الحسينية بل وإنعدامها في حال لو لم تتم تطرح معلاجات آنية لتك المشكلة …

فما كان من مرجعية المحقّق السيد الصرخي الحسني ولكونها على تماس مباشر بالشارع العراقي وعلى معرفة بخطورة الموقف فما كان من هذه المشروعية إلا أن تطرح مشروع مجالس الشور المقدسة والتي من خلالها أحتظنت الشباب وحافظت عليهم من الإنجراف نحو الأفكار الإلحادية والمنحرفة وكذلك المحافظة على ديمومة وإستمرارية الشعائر الحسينية التي من خلالها تتم تقوية العلاقة بين الفرد وبين دينه ومذهبه ورموزه وبشكل وسطي ومعتدل وأخلاقي بعيداً عن كل تصرفات وممارسات تخدش بالشعائر الحسينية، ويحافظ على ديمومة شعائر ثور المنحور (عليه السلام) وعلى مبادئ آل البيت (عليهم السلام) وهذا هو قمة الإنتصار للدين والمذهب ولخط آل البيت (عليهم السلام) ولهذا نجد إن كل من يريد أن يطفئ شرارة الثورة الحسينية يقف بالضد من هذه المجالس المباركة والمقدسة ويصفها بصفات غير لائقة لأن مثل هكذا نماذج لا يريدون للمذهب وشعلته الوضاءة التي هي الشعائر الحسينية أن تستمر لتكون نبراساً للإنسانية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى