في أبريل الماضي، قدم مسؤولون أمريكيون في وزارة الخزانة الأمريكية إلى نظرائهم في وزارة المالية الألمانية أدلة دامغة على أن النظام الإيراني، وتحديدًا الحرس الثوري الإيراني، قد قام بشراء معدات وأجهزة طباعة ملونة متطورة للغاية عبر شركات ألمانية، في خرق لنظام الرقابة على الصادرات الأوروبية. وباستخدام تلك المعدات والأجهزة المتطورة، قام النظام الإيراني بطباعة أوراق نقدية يمنية توازي مئات الملايين من الدولارات، ووجهت تلك الأوراق لدعم المليشيات الحوثية في اليمن ومدها بالسلاح. وأبلغ المسؤولون الأمريكيون نظراءهم الألمان بأن النظام الإيراني قد دأب على استخدام شركات ألمانية ليمول الصراع في اليمن ويتسبب في مأساة إنسانية لليمنيين. وكان الأمريكان يهدفون من خلال عرض الأدلة الدامغة على نظرائهم الألمان إلى إقناعهم بأن الإيرانيين ليسوا جديرين بالثقة، وأنه من الأفضل لألمانيا أن تنضم إلى المساعي الأمريكية في محاربة الإرهاب الإيراني وردع سلوكه في العالم.
لقد كشفت هذه المعلومات صحيفة «تايم» الأمريكية في تقرير نشرته يوم أمس 26 يوليو، حيث يأتي ذلك بعد أيام في أعقاب الكشف عن الدور الإيراني في التخطيط لتنفيذ عمل إرهابي في العاصمة الفرنسية باريس يستهدف تجمعًا للمعارضة الإيرانية نهاية شهر يونيو الماضي، حيث كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «الموساد» الإسرائيلي كان خلف تزويد فرنسا وألمانيا وبلجيكا بالمعلومات الأمنية اللازمة للإيقاع بالمخطط الإيراني في باريس. بمعنى آخر، بدأ الأوروبيون يراكمون ما يكفي من الأدلة على النوايا الشريرة للنظام الإيراني تجاه أوروبا، كما أن الأمريكيين في تنفيذ دقيق لاستراتيجية الرئيس دونالد ترامب في التعامل مع إيران يعملون على استمالة الأوروبيين بشكل جدي إلى الصف الأمريكي في مواجهة النظام الإيراني.
ووفقًا لمصادر أمريكية، فإن أكثر من 50 شركة غربية قد التزمت حتى اليوم بتصفية أعمالها في إيران ومغادرتها قبل حلول شهر أغسطس القادم، ومع اشتداد قبضة العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني، فقدت العملة الإيرانية 50% من قيمتها، وفقد الإيرانيون بذلك نصف قيمة ما يملكونه من مال، والقادم سوف يكون أشد وطأة بكثير، حيث تهدف الولايات المتحدة الأمريكية إلى دفع الإيرانيين للخروج إلى الشارع من خلال إجراءات مالية واقتصادية قاسية وخانقة على نظامهم الثيوقراطي.