نون والقلم

عبدالمنعم ابراهيم يكتب: «الإمارات» لعبت دورًا في التقارب بين إثيوبيا وإريتريا

مهما كانت الخصومة السياسية بين الفرقاء.. حكومات كانت أو دولا.. يظل هناك باب مفتوح للسلام.. ويتضح ذلك جليًا في التصالح السياسي الذي حدث مؤخرًا بين (إثيوبيا) و(إريتريا) بعد حرب وصراعات دامت بينهما عقدين من الزمن، وتحديدًا منذ عام 1998. فقد كانت (إريتريا)- بحسب وكالة (رويترز)- أمس، تشكل الجزء الساحلي من إثيوبيا بمرفأيها (عصب) و(مصوع)، وأعلنت استقلالها في عام 1993 إثر طرد القوات الإثيوبية من أراضيها في 1991 بعد حرب استمرت 3 عقود.. ومذاك أصبحت (إثيوبيا) البالغ عدد سكانها أكثر من مائة مليون نسمة بلدًا من دون منفذ بحري، ما دفعها إلى استخدام مرفأ (جيبوتي).

وتحدثت الأنباء عن دور قامت به دولة (الإمارات العربية المتحدة) في تحقيق التقارب والمصالحة بين البلدين، فقد استقبلت (الإمارات) يوم الثلاثاء الماضي زعيمي البلدين (الإريتري أسياس أفورقي) و(الإثيوبي أبي أحمد) وقلدهما ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد من زايد آل نهيان أعلى وسام في الإمارات وهو (وسام زايد)، وأشاد بخطوة التقارب بين البلدين الجارين.. وكان العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد استقبل الرئيس الإريتري (أفورقي) وعقدا جلسة مباحثات تناولت العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، وذلك يوم الإثنين الماضي قبل مغادرته إلى الإمارات. فالاهتمام بالمصالحة الإثيوبية – الإريترية ينطلق من اهتمام دول الخليج العربية بمنطقة القرن الإفريقي المهمة جدًا لأمن واستقرار الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

ويأتي هذا التقارب والمصالحة بين إثيوبيا وإريتريا متزامنًا مع تقارب وإذابة للجليد بين مصر وإثيوبيا والسودان حول مشروع (سد النهضة) الإثيوبي، ما يمهد الطريق نحو تفاهمات بين هذه الدول تحفظ لنهر النيل مكانته في الاقتصاد المصري.

خلاصة القول: إذا كان (الاقتصاد) سببًا للحروب نظرًا إلى أطماع أو حقوق الدول في أراضيها.. فإن (الاقتصاد) أيضًا يمكن أن يكون وسيلة لتبادل المصالح والمنافع الطبيعية.. وتحقيق السلام بين الشعوب.. وهذا درس يمكن للنظام (القطري) أن يفكر فيه مليا.. هل قطر مستعدة لأن تدخل في خصومة مع جيرانها عقدين من الزمن المرهق للاقتصاد والتبذير للثروات القطرية.. وبعد عشرين عامًا تطرق باب المصالحة؟!

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى