حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من تعرض بلاده لما اعتبره (خطرا حقيقيا يسعى إلى تدمير الدولة من الداخل عبر نشر شائعات تستهدف فقد الأمل، والإحساس بالإحباط وتحريك الناس للتدمير)، وأنه تم رصد 21 ألف شائعة في ثلاثة أشهر فقط.. ويجري ذلك عبر منصات إعلامية تحتضنها تركيا.. ومنذ عزل الرئيس الأسبق (محمد مرسي) عن الحكم في يوليو 2013 فرّ المئات من قادة وأنصار (الإخوان) من مصر إلى تركيا وقطر، حيث تم توفير الحماية الكاملة لهم، مع امتلاك منصات إعلامية تبث من هناك وتُهاجم النظام المصري على مدار الساعة.
لو ربطنا حديث الرئيس المصري (السيسي) ببيان وزارة الداخلية بالبحرين الأخير، الذي كشفت فيه عن وجود (حسابات) في وسائل التواصل الاجتماعي تُبث من دولة قطر وتستهدف بشكل ممنهج المواطنين في مملكة البحرين لتحريضهم ضد الدولة وإثارة الفتنة وبث اليأس في نفوسهم، والإساءة للعلاقة الوطيدة بين البحرين والسعودية.. لوجدنا أن هناك (حربا إلكترونية) تقودها قطر ضد الدول الأربع المقاطعة لها (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) وأيضًا لا يسلم (الأردن) من حربها الإعلامية، وقد لوحظ ذلك في الحملة المغرضة التي قادتها قناة (الجزيرة) القطرية ضد النظام الأردني أثناء المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة.
وضمن سياق الحرب الإعلامية والإلكترونية التي تشنها قطر ضد هذه الدول العربية لا حظت أمرًا مهمًا.. هو محاولة (قطر) إثارة الشقاق بين أطراف الدول المقاطعة لها.. فهي مثلاً تحاول بكل الوسائل الإعلامية و(حسابات) وسائل التواصل الاجتماعي أن تثير الشقاق بين البحرين والسعودية.. أو بتعبير آخر تحاول تأليب السعودية ضد البحرين في موضوع (التجنيس)!
كما أن قطر تحاول أن تثير الشقاق بين الإمارات العربية المتحدة والحكومة الشرعية في اليمن.. بل إنها تتجاوز ذلك لإثارة (دبي) والإمارات الأخرى ضد (أبوظبي)! وإثارة الشقاق بين السعودية ومصر أيضًا.. وإثارة الشقاق بين السعودية والإمارات في حرب الحوثيين في اليمن!
الماكينة الإعلامية القطرية تعمل هذه الأيام بكامل طاقتها في الحرب الإلكترونية ضد الجميع.. لكن تكتوي (البحرين) تحديدًا بأكبر نصيب من هذه الحملة المغرضة.. ونتمنى أن يعي المواطنون أن ليس كل ما يسمعونه أو يشاهدونه في وسائل التواصل الاجتماعي نابعا من (حسن نية)! بل من تذمرات تشكلها قطر ضد البحرين.. حتى إن صدرت باسماء حقيقية أو مفبركة.. فاتعظوا يا أولي الألباب.