ترأس سعادة الدكتور طلال أبوغزاله جلسة بعنوان «ثقافة خدمة المجتمع» خلال المؤتمر الثقافي الوطني، مؤكداً على أهمية وجود ثقافات متعددة لدى الشعوب من شأنها أن تعزز من سلكيات الناس والمؤسسات داخل الوطن الواحد.
عقد المؤتمر تحت رعاية دولة السيد فيصل الفايز رئيس مجلس الاعيان وبحضور وزيرة الثقافة بسمة النسور، وبتنظيم من جمعية ملتقى الاردن الثقافي والمؤتمر الثقافي الوطني والذي عقد بعنوان «المشهد الثقافي بين الواقع والمأمول» في المركز الثقافي الملكي.
وخلال كلمة وجهها سعادة الدكتور طلال أبوغزاله أكدّ على أهمية تعدد الثقافات في المجتمع الواحد ووجوب خلق ثقافة للعمل، وثقافة لعلاقة المواطن مع الحكومة بالإضافة الى ثقافة خدمة المجتمع، والتي تعتبر «متواضعة جداً في الأردن حيث جرت العادة أن الدولة هي المسؤولة الوحيدة عن رعاية المجتمع وهذه ثقافة خاطئة يجب أن تتغير كون الدولة ليست المسؤول الوحيد عن تقديم الرعاية للمجتمع وإنما ثقافة خدمة المجتمع يجب أن تُخلق وتُعزّز من خلال المواطن نفسه والمؤسسات الخاصة».
وأضاف أبوغزاله أن ثقافة خدمة المجتمع يجب أن تكون سلوك المؤسسات تجاه أوطانهم، موضحاً أن خدمة المجتمع هي ثقافة وسلوك تنتهجه مجموعة طلال أبوغزاله بحيث تخصص 50% من أرباحها لنشاطات تخدم المجتمع.
ومجموعة طلال أبوغزاله لا تقدم تبرعات مالية، بل تسخّر مواردها ومؤسساتها وبرامجها لتطوير وبناء المجتمع من خلال البرامج التدريبية وبناء القدرات ومحطات المعرفة المنتشرة في مختلف محافظات المملكة، كما أسست المجموعة محطة إذاعية للأعمال والثقافة تختص بالأخبار الاقتصادية للمجموعة والموسيقى الكلاسيكية فقط لتثري المشهد الثقافي ولتضيف منبراً ثقافيا حراً آخر.
ودعا أبوغزاله المؤسسات التعليمية في الأردن لتبنّي ثقافة الابداع والابتكار لمواكبة التطور الهائل الحاصل في تقنية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مما سيعود بآثار إيجابية جمّة على الاقتصاد الوطني، حيث أعلن عن افتتاح باب التسجيل في كلية طلال أبوغزاله الجامعية للإبداع، وهي الكلية الجامعة الفريدة من نوعها والتي تهدف لتخريج مخترعين وليس متعلمين تقليديين، وتشترط لتخريج الطالب تقديم اختراع معرفي يخدم الوطن والبشرية.
من جانبه ركز معالي السيد جريس سماوي وزير الثقافة الأسبق رئيس اللجنة العلياء للمؤتمر على العديد من القضايا الثقافية بما فيها دور وزارة الثقافة في رعاية منابر الثقافات المتعددة في البلاد.
وجاء في كلمة الرئيس التنفيذي للملتقى الدكتور محمد حياصات: «لقد آن الأوان للنهوض بالعمل الثقافي وإيجاد اليات للتحول في أداء هذه الهيئات علها تواكب التغيرات الاجتماعية والتقنية والتكنولوجية وتطوير المنتج الثقافي بما يتماشى والحداثة وآليات التواصل الحديثة في ضوء المتغيرات المتسارعة».
وفي ختام الملتقى تم رفع توصيات المشاركين إلى رئيس اللجنة لإيجاد الآليات المناسبة لتنفيذها.
يشار إلى أن ملتقى الأردن الثقافي هو جمعية ثقافية تطوعية تسعى للنهوض بالعمل الثقافي وإطلاقه في مساحات واسعة لمواكبة الإبداعات المتجددة، يهدف إلى ممارسة جميع النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية وإقامة وتنظيم المشاريع الثقافية والفنية والعلمية.