رابطة العالم الإسلامي تستعرض تجربتها بمشاريع الوقف الإنساني في الأردن
سرحان: مشروع «سنابل الخير» أنموذج يحتذى للمشاريع الوقفية في العمل الإنساني
استعرضت رابطة العالم الإسلامي، ممثلة في الهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية، اليوم الخميس، تجربتها في مجال الوقف الإنساني، من خلال ورقة عمل قدمتها في اليوم الختامي للمؤتمر التنموي للأوقاف الذي تحتضنه العاصمة الأردنية عَمَّان، بحضور رئيس الوزراء الأردني السابق عبدالرؤوف الروابدة وعدد من كبار المسؤولين.
وشهدت ورقة العمل التي حملت عنوان: «الأوقاف والتنمية الإنسانية: تجربة الهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية»، تفاعلاً كبيراً ونقاشاً موسعاً من الحاضرين، الذين تعرضوا بإعجاب لما طرحته رابطة العالم الإسلامي من تجرية متميزة في مجال الوقف الإنساني، إذ أجمع عدد من الخبراء والأكاديميين وبعض المسؤولين والوزراء السابقين على أهمية هذه التجربة، داعين في الوقت ذاته إلى الاستفادة منها وتطبيقها في المنظمات الإنسانية الأخرى.
وتناول الأمين العام للهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية الدكتور عبدالعزيز سرحان، في الورقة التي ألقاها نيابة عنه خالد باوزير مستشار الأمين العام، تجربة الهيئة المتميزة في ابتكار المشاريع الوقفية لمواجهة عقبات تمويل العمل الإنساني، وتوفير الاستدامة المالية لإنجاح مشاريع الهيئة الإنسانية التي تنفذها في مختلف أنحاء العالم.
وقال الدكتور سرحان: «تتقدم العديد من المنظمات الخيرية والإنسانية في العالم باحتياجاتها الإنسانية إلى رابطة العالم الإسلامي. ومع تعدد وتنوع المشروعات المطلوب دعمها برزت تحديات في تمويل ودعم تلك المشروعات، بسبب قلة وضعف مصادر التمويل، فبدأت الرابطة بالبحث عن توفير مصادر تمويل دائمة ومتنامية وغير مخصصة وسهلة الحصول عليها، وتم طرح العديد من الحلول».
واستطرد: «من بين الحلول المقترحة وقع الاختيار على إطلاق المشروع الوقفي سنابل الخير «الصدقة الجارية» ، لسهولة تسويقه على شريحة عريضة من كافة فئات المجتمع، موضحاً أنه مشروع خيري وقفي استثماري يهدف إلى جمع واستثمار مائة مليون ريال سنوياً بإجمالي ألف مليون ريال سعودي خلال عشر سنوات، والاستفادة من ريعه للمساهمة في تمويل ودعم برامج الرابطة ومشروعاتها الإنسانية المتنوعة في المجالات الإغاثية والتعليمية والاجتماعية والصحية والدعوية والتنموية لصالح الفقراء والمحتاجين واللاجئين والأرامل واليتامى وغيرهم من المنكوبين في أنحاء العالم، مع الإبقاء على رأس المال ثابتاً، والحصول على دعم قوي من أصحاب المصلحة وهم :الواهبين، المتطوعين، المتعاونون، أعضاء مجلس الإدارة، الشركاء، المستفيدون».
وأكد سرحان، أن هذه التجربة الوقفية الممتدة منذ عام 1412 ه، أثمرت ولله الحمد عن تنفيذ العديد من المشروعات الوقفية ومنها أبراج الهيئة في مكة المكرمة، نظراً لموقعها في أطهر بقاع الأرض وتميزها بتحقيق عائد أعلى.
وختم الأمين العام للهيئة الدكتور سرحان ورقته مشيراً إلى أن تجربة رابطة العالم الإسلامي الوقفية في مشروع سنابل الخير بدأت من دون رصد ميزانية فعلية، سوى الرؤية والإخلاص والجهود المباركة من رجال نذروا أنفسهم للخير، مؤكداً أنها من أوائل التجارب الوقفية المؤسسية في المنظمات الخيرية الإغاثية في العالم العربي والإسلامي.
وفي ختام الجلسة، عبر عدد من المشاركين عن إعجابهم بالطرح المتوازن الذي قدمته ورقة الرابطة حول هذه التجربة الوقفية التي يمكن أن تضاف إلى التجارب الرائدة التي ناقشها المؤتمر، مؤكدين أنها كانت التجربة الأبرز والمتميزة بأفكارها وتناولها في إرساء دعم عمل وقفي يكون سنداً للمشاريع الإنسانية والإغاثية التي أصبحت الحاجة ملحة لها في أيامنا هذه مع تضاؤل وانخفاض مصادر التمويل والحاجة إلى تمويل مستدام لتنفيذ المشاريع الإنسانية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.
من جهة أخرى وجد معرض رابطة العالم الإسلامي الذي أقامته الرابطة ضمن فعاليات المؤتمر إقبالاً كبيراً وتفاعلا من المشاركين في المؤتمر. وعبر عدد من الزوار من الأكاديميين والخبراء والمسؤولين عن إعجابهم بالمعرض الذي نفذ على أحدث المواصفات الفنية والتقنية، باعتباره الأول من نوعه الذي يقام بهذه الطريقة التقنية والتفاعلية الجديدة.