لا ينسف الجهد والعطاء بجرة قلم.
أقولها لكل الذين يظنون نتيجة «أضواء الشهرة» سواء كانت شهرة حقيقية أم مزيفة، إنهم مؤثرون جداً، ولو ألقوا بحجر في بركة ماء راكدة تناثر رذاذها، فالعمل، خاصة إذا كان احترافياً لا يختزل في رغبة أو وجهة نظر شخص، أياً كان ذلك الشخص، فالجهد موثق، والعطاء مثبت، والاحتراف شهادة تمنحها الحقيقة التي تصلنا كل يوم، ولا يمكن أن تلوى ببضع كلمات في لعبة آخر الزمان، تلك المسماة «تويتر»!
لن أذكر اسماً، فالأسماء غير مهمة، والإشارة إليها تزيد أصحابها وهماً على وهم الأهمية والتأثير، ولا يعني ذلك التقليل من احترامهم، فكل الناس محترمون ومقدرون على دورهم، صغر أم كبر، فالرأي حق، ونشر الرأي حق، ولكن الحياد أيضاً حق، والإنصاف حق، وقول الحق قمة الحق، وميزة حامل القلم التجرد من المؤثرات الشخصية، منزهاً نفسه عن الانزلاق نحو ظلمات النية، ومن بعدها هناك القصد، وقد قيل كثيراً في النية الحسنة والنية السيئة، وقيل أكثر في القصد الظاهر والقصد الباطن، ويمكن أن تُؤلف كتب كثيرة عن نماذج من اللاعبين في ساحات «تويتر» ونواياهم ومقاصدهم، وكيف جعلوا من تغريداتهم «خناجر» تقطع ولا تصلح، فتجاوزوا بذلك الغرض من إبداء الرأي والتعبير عنه.
الكمال لله وحده، ومهما بذل من جهد في أي عمل وفي أي مكان قد يكون هناك نقص، لهذا فتح باب التصحيح والانتقاد، وهناك المراجعات، من أجل الأفضل والأحسن، وأداء المهام على أكمل وجه، ولم يكن الانتقاد في يوم من الأيام معضلة، أقول ذلك لأنني حملت قلمي قرابة 40 عاماً، وجلت به على أغلب المؤسسات، وخاصة الخدمية، وانتقدت، ولا أجد نفسي إلا في مكان واحد، وهو المساهمة في مرحلة البناء ولو بجزء بسيط، ولا أدعي عدم إغضابي للبعض، ولكن كان الود قائماً دوماً بين الصحافة وأصحاب الرأي من جهة والمؤسسات والمسؤولين من جهة أخرى، فقد كانت النوايا صافية، وكانت الآراء متجردة من الأهواء.
كل ما سبق مقدمة لتغريدات لم يوفق من كتبها، لأنه لم يكن منصفاً، وهذا ما يعيب «تويتر»، أنه يأخذ مريديه إلى مجاهل التسرع والحماسة فيغيب المنطق عن تدويناتهم، ويتحول القصد من طرح رأي إلى نسف جهد وعطاء وإنجازات.