خلف الهجوم الإرهابي الذي تسبب في مقتل 6 من عناصر الحرس الوطني بولاية جندوبة التونسية، اصداء واسعة محليا ودوليا
وتزامن الهجوم مع استعداد تونس لموسم سياحي تتوقع السلطات هناك أنه سيسجل تقدمًا مع استقرار حالة الأوضاع الأمنية.
معاناة
وعانت تونس كثيرًا من تمركز الجماعات المسلحة على حدودها الغربية مع الجزائر على مدار السنوات الماضية، خاصة وأن خط الحدود بين تونس والجزائر يتماس مع الحدود الليبية الجزائرية، بما يسمح بتجنيد وانتقال عناصر إرهابية.
ونظم العشرات من رجال الأمن في محافظة سيدي بوزيد وسط البلاد، وقفة احتجاجية، للتنديد بالهجوم، مطالبين السلطات بتزويدهم بالعتاد اللازم.
ودعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مجلس الأمن القومي لاجتماع استثنائي لمناقشة الوضع الأمني في البلاد.
وأعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أن الوضع الأمني في البلاد تحت السيطرة، فيما أشرف الشاهد على اجتماع أمني بحضور وزيري الداخلية والدفاع الوطني وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية.
اتحاد الشغل يجدد استقالة الشاهد
وجدد اتحاد الشغل دعوته لاستقالة الحكومة، فيما دعت وزارة الداخلية لعدم استغلال المؤسسة الأمنية لخدمة أجندة سياسية، في ردها على محاولة بعض الأطراف الترويج بأن إقالة وزير الداخلية السابق لطفي براهم تسببت بشكل مباشر في العملية الإرهابية الأخيرة.
وطالب الاتحاد في بيانه له سرعة إجادة حلول للأزمة السياسية المتعلقة بتغيير الحكومة وتعيين رئيس يشكّل فريقًا كفئًا قادرًا على مجابهة المشاكل وإيجاد الحلول الكفيلة بالخروج من الأزمة بجميع أبعادها ومنها الأمنية، مطالبا النأي بالمؤسسستين العسكرية والأمنية عن التجاذبات والصراعات السياسية، وعن التوظيفات الحزبية، ويطالب بتمكينها من كلّ وسائل العمل وأدواته للدفاع عن حرمة تراب الوطن وسيادته.
كتيبة عقبة بن نافع
وأعلنت كتيبة “عقبة نافع”، التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي مسؤوليتهاعلى الهجوم، معلنة بذلك عودتها على الساحة الإرهابية مجددًا.
وقالت الكتيبة في بيان لها، نشرته مؤسسة الأندلس التابعة للتنظيم، إن عناصر الكتيبة بعد رصد وإعداد محكم، قاموا صباح الأحد الماضي، بنصب كمين لدورية من سلك الحرس الوطني التونسي بمنطقة عين سلطان التابعة لغار الدماء بولاية جندوبة شمال غرب تونس.
وأشارت الكتيبة الإرهابية عبر بيانها إلى أن عناصرها قاموا بتفجير عبوة ناسفة على مركبتي الحرس الوطني، بالإضافة إلى الاشبتاك معهم بالأسلحة.
وزعمت “عقبة بن نافع”، أن عناصرها استحوذت على 8 أسلحة رشاشة، ومسدس، ومدفع رشاش، وعودة جميع عناصرهم، لافتةً إلى أن عملياتها الإرهابية ضد الحكومة التونسية ستظل مستمرة ولن تنتهي، حسب قولهم.
وتعد كتيبة عقبة بن نافع ، التي أسسها المدعو “أبو مصعب عبدالودود” المعروف بـ”عبد المالك دروكدال”، أمير ما يسمى بـ”تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي”.
وصنفت تونس والولايات المتحدة الأمريكية الكتيبة تنظيمًا إرهابيًا عام 2013.
واتخذت الكتيبة من الجبال الحدودية بين تونس والجزائر المعروفة بالتضاريس الصعبة والوعرة وكذلك الغابات الكثيفة مقرًا ومركزًا أساسيا لها للتنقل والتخطيط والتنسيق بين عناصره لشن عمليات إرهابية.
القوى السياسية
وقال مراقبون للشأن التونسي، إن طبيعة العملية الإرهابية تجمع بين طريقتين، فهي ليست اشتباك مسلح كما ورد في بعض المواقع، بل هي عملية ألغام تعرضت لها سياراتان تابعتان للحرس الوطني التونسي، ونتيجة الانفجار أطلق بعض الإرهابيين للنار.
وتابع المراقبون، أن الهجوم تم بأسلوب جديد نتيجة الضغوط التي تعرضت لها تلك الكتيبة الإرهابية في منطقة القصرين.
فيما رأى أخرون، أن الاستقرار الأمني والسياسي الذي تشهده تونس، هما الدافع وراء عودة التنظيمات المسلحة لاستهداف القوات الأمنية والعسكرية مرة أخرى، مضيفين أن دولاً إقليمية على رأسها مصر والإمارات وراء زعزعة الاستقرار في تونس، بدعوى أن تونس لا تتوافق سياسياً مع سياسات الأنظمة الحالية.
وأدان حزب نداء تونس الحاكم الحادث الإرهابي، وقال في بيان له،إن معركة تونس ضد الإرهاب طويلة وشاقة تتطلب دعم المؤسسة الأمنية والعسكرية بعيداً عن كل التجاذبات السياسية والحسابات الفئوية الضيقة.
وترحمت حركة النهضة خلال بيان لها على أرواح الشهداء المؤسسة الأمنية وأبناء الحرس الوطني، الأبرار، وقدت التعازي لعائلات الضحايا، والشعب التونسي.
ونددت الحركة بالإرهاب وفاعليه ومن يقف وراءه أو يساعده، داعية الشعب التونسي إلى التمسك بالوحدة الوطنية وتعزيزها، ومؤازرة المؤسسة الأمنية والعسكرية ومواصلة جهوده لبناء تونس الديمقراطية الآمنة.
وأكدت الحركة، أن الإرهاب لا مستقبل له في تونس بفضل وعي الشعب التونسي وتضامنه، وبفضل تصميم قواته الأمنية والعسكرية على التصدي له وملاحقة جيوبه حيثما كانت.
تنديد دولي
أدانت وزارة الخارجية الهجوم الإرهابي الذي وقع في ولاية جندوبة، وعبر البيان عن تعازي مصر حكومةً وشعبًا لحكومة وشعب دولة تونس الشقيقة في ضحايا الحادث الإرهابي الغاشم، وجدد التأكيد على وقوف مصر بجانب تونس في مواجهة ظاهرة الإرهاب وكافة أشكال العنف والتطرف.
وطالب البيان المجتمع الدولي بضرورة الاضطلاع بدوره نحو التصدي لتلك الظاهرة البغيضة، واجتثاثها من جذورها من خلال تجفيف منابع تمويل ودعم الجماعات الإرهابية وتوفير الملاذ الآمن والتدريب لعناصرها.
حذرت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها اليوم رعاياها من السفر الى بعض المناطق في تونس الا في في الحالات القصوى، ومن بين هذه المناطق التي ذكرتها الخارجية البريطانية، هي ولاية جندوبة و الجنوب التونسي بما في ذلك مدن مدنين وتطاوين و دوز.
كما أدانت الإمارات بشدة التفجير الإرهابى الذي شهدته تونس، على لسان وزارة خارجيتها، مؤكدة وقوفها وتضامنها مع تونس فى مواجهة العنف ومحاولات تقويض الاستقرار .
و أدانت الكويت أيضا الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية لعناصر الحرس الوطني التونسي في ولاية جندوبة التونسية، مؤكدة وقوفها بجانب تونس وتأييدها لكافة الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وأدانت الخارجية السعودية ، الهجوم الإرهابى الذى استهدف دورية لعناصر الحرس الوطنى التونسى، مؤكدة رفضها لتلك الاعمال الجبانة التى تستهدف الأمينين وتقوض استقرار تونس.