نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: هؤلاء لا تجدهم إلا فى مصر فقط

لم تكن المرة الأولى أن يقوم نجوم الفن والإعلام ورجال الأعمال بعمل «زفة» لمنتخبنا القومى ويذهبون إليه فى أفواجًا فى محاولة لشحذ همة اللاعبين ولكنهم فى كل مرة يقعون فى المحظور ويؤثرون بالسلب على اللاعبين وينهزم الفريق القومى ويخرج من المنافسات التى كان يتبارى فيها ويخيب أملهم فى السطو على الإنجاز.

ولا أعلم إن كان العيب فيمن يذهب بحسن نية أو بسوء نية أو العيب فى اللاعب المصرى الذى لم يتعود على الضغوط أو لم يتعود على أن شخصيات أكثر منه نجومية فى المجتمع تأتى إليه فيشعر بشىء من الغرور وبالتالى يكون مصيره الهزيمة مثلما حدث فى موقعة السودان الشهيرة أمام المنتخب الجزائرى التى تحولت إلى معركة وأزمة سياسية وشعبية ما زال أثرها فى النفوس حتى الآن.

أم أن اللاعبين يحسون بأن هناك من جاء كى يسرق مجهودهم ويسطوا على الإنجاز الذى حققوه ويحاولون أن يرسلوا رسالة إلى الرأى العام أنهم شركاء مع هؤلاء اللاعبين الذين بذلوا الجهد والعرق والتدريب واللعب فى أجواء صعبة والتدريبات الشاقة والسفر لمسافات طويلة ويأتى شخص ويلتقط صورة مع اللاعبين حتى يقول إنى شريك فى هذا الانتصار إن حدث وانتصر المنتخب وإن أخفق المنتخب يتم البحث عن شماعة يتم استخدامها لتبرير الفشل.

وهو ما تم بالفعل وتم تحميل الشركة الراعية للمنتخب مسئولية الهزيمة الثقيلة للمنتخب أمام روسيا رغم أن ما قامت به الشركة جزء من التعاقد مع اتحاد الكرة فهى دفعت أكثر من مليار جنيه لرعاية الكرة المصرية وهى شركة حكومية وتحتكر خدمة التليفون الأرضى والإنترنت.

وهو مبلغ كبير فلو خصص لوزارة التربية والتعليم لكانت أقامت به 100 مدرسة حديثة بها ملاعب تخرج لنا المواهب فى كل المجالات فقد أصبحت حصة الألعاب فى المدارس مضيعة للوقت ولو كانت خصصت المبلغ لوزارة الصحة لأقامت به 4 مستشفيات كبرى فى المناطق المحرومة من العلاج.

فقد سبق وأشرت منذ أسبوعين إلى أن الحملات الإعلانية التى أطلقتها الشركات مستغلة وصول المنتخب المصرى إلى كأس العالم زيادة عن الحد ومستفزة للناس خاصة فى ظل الأوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد وقلت إن الأولى بهذه الأموال هو دعم حقوق الفقراء الاقتصادية والاجتماعية من خلال المسئولية الاجتماعية للشركات.

وقد وقعت هذه الشركات فى المحظور عندما أرسلت طائرات خاصة إلى روسيا تحمل نجوم الفن والإعلام وأعضاء البرلمان والشخصيات العامة وتحول فندق إقامة المؤتمر إلى سويقة رغم نفى المسئولين إلا أن كل الإعلاميين المرافقين للمنتخب أشاروا إلى هذا فى محاولة من الذين ذهبوا السطو على إنجاز المنتخب إن تحقق.

وما حدث مع المنتخب المصرى فى روسيا هو الحالة الثالثة التى شهدتها مصر فى العشر سنوات الأخيرة وهذا الأمر ليس على مستوى المنتخب لكن على جميع المستويات فهناك أشخاص متخصصون فى سرقة الفرحة أو الانتصار وينسبون أى انتصار أو فرحة لهم رغم أنهم بعيدون كل البعد عما حدث ولا يعرفون حتى قواعد اللعبة حتى يكون لهم دور فى هذا الإنجاز وهؤلاء لا يتورعون عن فعل أى شىء حتى يكونوا فى صدارة المشهد رغم أنه لا تنقصهم الشهرة أو النجومية لكن هى طبيعة فى هؤلاء البشر فهم منافقون أيضًا ويحاولون أن يظهروا فى الصورة دائمًا وهؤلاء لا تجدهم إلا فى مصر فقط.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى