نون والقلم

مرسى عطا الله يكتب: السياسة فى عصر السيسى!

ونحن نتجه لبناء مصر الجديدة أظن أنه قد آن الأوان لفهم معنى كلمة السياسة فى عصر السيسى وأنها لم تعد مجرد طلاسم لا يعرف مفرداتها سوى من يزعمون أنهم خبراء ومحللون.

أخبار ذات صلة

إن مصر الجديدة التى يتولى مسئوليتها الآن رجل قال بكل الوضوح: «أنا مش سياسي» لم تعد بحاجة إلى تعاطى السياسة على أنها مجرد كهنوت يقتصر حق تفسيره على فلاسفة التحليل وخبراء التنظير وأظن أن الرئيس كان يقصد القول بأن السياسة فى عصرنا الراهن هى فن الاقتراب وموهبة القدرة على حل مشاكل الناس وتلبية احتياجاتهم المعيشية. نعم نحن فى مصر لم نعد بحاجة إلى تنظيرات بعيدة عن أرض الواقع وإنما يحتاج شعب مصر فى مرحلة من أدق وأصعب المراحل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلى من يطرح عليه اجتهادات عملية وواقعية من أجل عبور هذه الأزمات والمشاكل وليس مجرد تأصيل جذورها!

مصر الجديدة تحتاج إلى من لديهم القدرة على صنع توافق وطنى على أرضية مشتركة من الفهم الصحيح لحجم ما يواجهه الوطن من مشكلات وتحديات وكذلك الإدراك الصحيح لحجم ما فى أيدينا من موارد وثروات. أتحدث عن الحاجة إلى مناخ جديد ترتكز فيه رسالة العمل الوطنى إلى الإنسان المصرى وكيفية تهيئة الأجواء الملائمة له فى كل مجالات الحياة لكى يكون هو نفسه عنصر الحل ومدخل المواجهة لمختلف التحديات التى يتحتم علينا قهرها فى أقصر فترة زمنية ممكنة.

ودون الانزلاق إلى زرع أحلام وردية أقول: إن مصر الجديدة تحتاج إلى فتح أبواب الأمل أمام الناس ليس بإطلاق الوعود التى تتجاوز قدراتنا وإمكاناتنا وإنما بالاستناد إلى ثروة مصر الحقيقية وهى الإنسان المصرى من خلال حسن توجيهه وتوظيف طاقاته توظيفا صحيحا وبما يخرجه تماما من أوهام الاتكال على الدولة بعد أن تغيرت كل المعادلات فى عالم اليوم!

نقلا عن صحيفة الأهرام

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى