نون والقلم

محمود علام يكتب: «زايد»… واليوم العالمي لمؤسس العولمة الإنسانية

يطل علينا بعد غد التاسع عشر من رمضان وهو اليوم الذي تحيي فيه دولة الامارات ذكرى رحيل مؤسس اتحادها وباني نهضتها الحديثة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان إل نهيان طيب الله ثراه ، وهو اليوم الذي جعلته حكومة الامارات  مناسبة عامة تحت مسمى «يوم زايد للعمل الانساني» ذلك العمل الذي كان الراحل الكبير من اهم دعاته والعاملين عليه طوال حياته.

اما الجديد في العام الحالي فهو ماطالعته كغيري من اهل المشرق العربي في صورة  إعلان صادر من ارض المغرب حول أمسية تحيي ذكرى رحيل حكيم العرب الشيخ زايد ويحمل الإعلان نفس المسمى الذي أطلقته حكومة دولة الامارات قبل سنوات وهو يوم زايد للعمل الإنساني تكريما وتقديرا لشخصية الراحل العظيم الذي اشتهر في حياته بلقب «زايد الخير» وهو لقب صادف حامله صاحب البصمات الخيرة فوق دروب بلاده بل ان صنائعه البيض تعدت حدود القارات لتغرس نبت الخير لامم وشعوب غابت عن عيون صانعي السياسة بكل مافيها من تداخلات وملابسات.

و من الوهلة الأولى بدا لي ان هذا الإعلان الصادر عن ،المنظمة المغربية للدبلوماسية الثقافية هو إشارة جيدة الى الأثر الرائع الذي تركه حكيم العرب الراحل في نفوس أمته العربية من الخليج شرقا حيث عاش إلى المحيط غربا حيث يوجد الأشقاء بكل مايحمله ذلك من معاني الوفاء وهو المسمى الذي اقترن بالامسية التي تشهدها في توقيت متزامن مدينة وجدة المغربية عاصمة العرب الثقافية لعام 2018.

وبهذه الخطوة التي خطاها الأشقاء في مغرب الوطن العربي الكبير تكون مناسبة يوم زايد للعمل الإنساني قد تخطت حدود دولة الامارات وتحولت إلى مناسبة عربية واصبحت بذلك دليلا على عمق البصمات التي تركها  زايد الخير طيب الله ثراه وهي بصمات موزعة على امتداد ارجاء الوطن العربي بلا استثناء.

ومن هنا نبادر إلى دعوة الجامعة العربية إلى تبني إطلاق يوم زايد العربي للعمل الإنساني يتم فيه تكريس المفاهيم التي ارساها قائد حكيم سعى بإخلاص الى صالح أمته دون النظر إلى أحوال السياسة او تصرفات الساسة بل كانت جهوده رحمه الله موجهة أساسا إلى نفع الإنسان العربي فوق اي أرض يعيش وتحت إي نظام يسيطر على مقاليد هذه البلدان.

ولعلنا ومعنا كثيرون ممن تابعوا وادركوا مسيرة زايد الإنسانية نأمل أن يأتي ذلك اليوم الذي تقر فيه المنظمات العالمية يوم ذكرى رحيل زايد ليكون يوما عالميا للعمل الإنساني يخفف عن البشرية وطأة المعاناة في هذا العصر المائج بمفاهيم العولمة الساعية إلى فرض السيطرة السياسية وفق مفاهيم كونية هدفها الأول والأوحد هو  التحكم في مقدرات البشر دون اعتبار للمباديء الإنسانية.

إن إقرار  يوم للعمل الإنساني العالمي وربطه باسم زايد الخير وهو شخصية لها حضورها الساطع رغم غيابها سوف يكون محطة جديدة للبشرية لتعيد حساباتها تجاه تعاملاتها الإنسانية وهو أيضا فرصة لأن يتخذ العالم شعوبا وقادة مسارا جديدا نحو العولمة الانسانية التي ارسى قواعدها زايد الخير  بقاعدة وحيدة هي الانسانية الحقيقية ومنفعة البشرية دون ان تستوقفه مصطلحات تتحكم فيها مفاهيم السياسة وأغراضها المتشابكة والمتغيرة ونواياها الكامنة تحت مسميات اللون او العرق او العقيدة.

ورحم الله زايد الخير مؤسس العولمة الإنسانية في أبهى صورها منذ مايزيد على نصف قرن من الزمان وعلى امتداد حياة قدم فيها لشعوب شقيقة أو صديقة.. قريبة أو بعيدة صروحا من الخير الحقيقي لاتزال باقية تشهد للراحل بكرم العطاء وعظمة الحس الإنساني الذي لم يقصر يوما في خدمة البشر وتلبية حاجة مجتمعاتهم على امتداد الكرة الأرضية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى