الأمن والاستقرار أهم عناوين الحرية فى أى مجتمع، لأنه لا يمكن فى غياب الأمن والاستقرار أن تكون هناك حرية أو ديمقراطية أو تنمية… وأظن أن ذلك هو أهم حصاد للفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسى الذى يتوجه اليوم إلى مجلس النواب لأداء اليمين الدستورية وتدشين بداية فترته الرئاسية الثانية.
وإذا كان شعب مصر قد قال كلمته لصالح الرئيس السيسى ومشروعه الجريء لإعادة بناء الدولة وتصحيح مسارها الاقتصادى والاجتماعى فإن الكرة الآن فى ملعب قادة العمل السياسى والتنفيذى حتى يرتفعوا إلى مستوى التحدى الذى نواجهه من خلال حسن الفهم والإدراك بأن العصر الذى نعيشه لم يعد يقبل بسياسات التعتيم التى انتهى زمنها، مثلما لم تعد تصلح سياسات «الطناش» التى تفرز الأجواء الملائمة لتداول الشائعات وترديد الأكاذيب.
إن المرحلة الجديدة تحتاج إلى قادة يملكون ذات الجرأة والشجاعة التى يمتلكها السيسى فى مصارحة الشعب بكل الحقائق مهما تكن مرارتها، لأن أى قرار مهما تكن تبعاته يمكن للرأى العام أن يتقبله إذا جرى طرحه وتفسيره بأسلوب واضح وشفاف يؤكد احترام الدولة لحق المواطن فى أن يكون على علم بكل ما يصدر من قرارات تؤثر على حياته.
وأيضا فإن المرحلة الجديدة تحتاج إلى فكر جديد وأداء إعلامى مستنير يحترم عقلية الناس دون انزلاق إلى شهوة إحداث الفرقعات، فالإعلام الحر هو الذى ترجح فيه كفة الرغبة فى توسيع قاعدة المعرفة وطرح الحقائق المجردة أمام الضمير العام لكى يحكم لها أو عليها.
وكم أتمنى أن تشهد الفترة الرئاسية الثانية للرئيس السيسى حلا للمعضلة المتمثلة فى استمرار العجز عن التوفيق بين اعتبارات الأمن وحرية تدفق المعلومات.
وليس يساور غالبية المصريين أدنى شك فى أن الفترة الرئاسية الثانية سوف تعزز من قناعاتهم بأن مصر سوف تمضى على الطريق الصحيح تحت رايات الثقة المتجددة فى أنه ابن شعبه والمعبر عن صادق إرادته!