مع تقدم قوات التحالف العربي في اليمن، وتمكن قوات الشرعية من تحقيق انتصارات ساحقة تقترب من تحرير كامل الحديدة والسيطرة على مينائها ومطارها، فضلاً عن الانتصارات والتقدم في المواقع الأخرى، بدأت نبرات الأصوات النفاقية تتغير وتتبدل، وبدأ سماسرة المواقف السياسية يجرون تمارين الإحماء استعدادًا لتبديل مواقفهم وتغيير ألوان جلودهم، وخصوصًا أولئك الذين كانوا يعولون كثيرًا على قدرة النظام الإيراني على صد تقدم التحالف العربي في اليمن، ويعتقدون أن النصر في اليمن سوف يؤول إلى المليشيات الحوثية.
دول الاتحاد الأوروبي، المعروفة بعلاقاتها الحميمية مع إرهاب النظام الإيراني، ودعمها الاقتصاد الإيراني بالعقود والشركات والأموال، بدأت تتحدث عن استعدادها للضغط على إيران لإجبار الحوثيين على الجلوس للتفاوض. أوروبا فجأة كشفت عن علمها التام بضلوع النظام الإيراني في اليمن!
النظام الإيراني من ناحيته عبر فجأة عن استعداده للاستجابة للأوروبيين من أجل الضغط على الحوثيين وإحضارهم إلى مائدة الحوار أيضًا، في مشهد كشف ارتباط النظام المباشر بالمليشيات في اليمن، وكشف أيضًا التفاهم الإيراني الأوروبي والمداهنة بينهما فيما يتعلق بما تقوم به إيران من تدخلات صارخة في اليمن كلفت الشعب اليمني خسائر فادحة في الأرواح والمال والبنى التحتية.
أما تنظيم «الإخوان المسلمين»، في جميع الدول العربية والخليجية دون استثناء، وهو الذي كان منحازًا بشكل تام، بل ومتعاونًا ومتواطئًا مع الحوثيين والنظام القطري ضد دول التحالف العربي، فقد بدأ هو الآخر يجري تمارين الإحماء استعدادًا لتلوين الموقف وتبديله، وتغيير الجلود، تباعًا لتطورات الأحداث في اليمن. لقد خرج بعض منظري التنظيم الإرهابي يحللون المشهد في اليمن، ويتظاهرون بتأييدهم الانتصارات التي تحققت على يد التحالف العربي وقوات الشرعية، وهم بالأمس القريب كانوا يسبون الإمارات والسعودية والبحرين، ويصفقون ويرقصون مع سماع نبأ كل صاروخ حوثي إيراني يتم إطلاقه على أراضي المملكة العربية السعودية.
كل هذه التحولات في المواقف بدأت مع تقهقر الحوثيين واندحارهم في الحديدة وسائر أرجاء اليمن، وبدأت مع قرب نهاية السيطرة الحوثية على مقدرات اليمنيين، بفضل دعم وتدخل دول التحالف العربي بقوتها الضاربة ضد التهديدات الإيرانية على أرض شبه الجزيرة العربية.