نون والقلم

عبدالمنعم ابراهيم يكتب:هل ستنسحب إيران من سوريا أم تكتفي بقمع الاحتجاجات بقسوة؟

القوات الإيرانية ومليشياتها الموجودة على الأرض السورية، بما فيها (حزب الله اللبناني)، أصبحت أهدافًا عسكرية لهجمات صاروخية وبالطيران من قبل القوات الأمريكية والإسرائيلية، وأحيانًا لا يتم إعلان الطرف الذي قام بالقصف لهذه القوات الإيرانية، وعلى الرغم من ان مسؤولين إيرانيين وأيضًا مسؤولين سوريين نفوا انسحاب القوات الإيرانية من سوريا بعد خطاب وزير الخارجية الأمريكي (بومبيو) الأخير الذي طالب إيران بسحب قواتها من سوريا.. على الرغم من ذلك فإن إيران تدرك أنها أصبحت مستهدفة أكثر من السابق.. وأن وجودها العسكري في سوريا صار عبئًا عليها ويستنزفها اقتصاديا، ما يتسبب في مزيد من الاحتجاجات الشعبية والتمرد السياسي ضد النظام داخل إيران.

والعبء لا ينحصر في وجود قوات (الحرس الثوري الإيراني) في سوريا، بل كذلك ما تصرفه إيران من ميزانيتها المالية على المرتزقة الاجانب الذين تجندهم للقتال إلى جانب النظام السوري.. فقد كشف مسؤولون بالحكومة الباكستانية للزميلة «الشرق الأوسط» يوم أمس ان عملية تجنيد الشيعة الباكستانيين للقتال في سوريا باتت تسير بوتيرة أبطأ من ذي قبل بسبب تدخل السلطات الباكستانية.. وأن ما يعرف بلواء (فاطميون) الذي يضم مرتزقة من الافغان الشيعة.. ولواء (زينبيون) الذي يضم مسلحين من شيعة باكستان يتوليان تجنيد المقاتلين الشيعة للقتال ضمن صفوف «الحرس الثوري الإيراني» و(حزب الله) والمليشيات العراقية المدعومة من إيران في سوريا.

اذن هناك عبء اقتصادي كبير تتحمله إيران نظير دعمها للمرتزقة المقاتلين في سوريا، وعبء اقتصادي آخر لوجود عناصر (الحرس الثوري الإيراني)، وإذا أضفنا إلى ذلك العبء الاقتصادي بتمويلها وتسليحها فصائل من (الحشد الشعبي) الموالين لها في العراق.. وكذلك تمويلها وتزويد (الحوثيين) في اليمن بالسلاح والعتاد والصواريخ والمؤن وطائرات (الدرون).. فإن العبء الاقتصادي والمالي بلا شك سيكون على حساب الحياة المعيشية للمواطن الإيراني الذي أصبح يثور ويتمرد في أكثر من مدينة إيرانية الآن.. ويطالب المتظاهرون بانسحاب إيران من حروبها الخارجية وصرف المال على المواطنين الإيرانيين.

ويبقى السؤال: هل إيران ستنسحب من سوريا أم تعاند وتكتفي بقمع الاحتجاجات الإيرانية في الداخل بكل قسوة وجبروت؟

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى