نون والقلم

السيد زهره يكتب: المدافعون عن إيران .. المدافعون عن الإرهاب – 2

تحدثت أمس عن الحملة التي يشنها اللوبي الإيراني في أمريكا ودوائر سياسية وإعلامية أمريكية وأوروبية دفاعا عن إيران وانتقادا للإدارة الأمريكية بعد قرار الانسحاب من الاتفاق النووي والاستراتيجية الجديدة التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي بومبيو، وبعض المبررات التي يقدمونها لموقفهم هذا.

وغير ما ذكرناه، هناك أسباب ومبررات أخرى أكثر غرابة عبر عنها هؤلاء رصدتها في كتاباتهم.

من هذه الحجج والمبررات القول أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في مواجهة إيران والانسحاب من الاتفاق النووي سوف يشعل الصراع بين الدول العربية، وخصوصا السعودية، وإيران، وسوف يؤجج الصراع الطائفي الشيعي السني في المنطقة.

والحقيقة ان هذا الكلام هو من قبيل الاستهبال، ومن قبيل التضليل الفاضح.

الكل يعلم في العالم ان الصراع بين الدول العربية وإيران بدأ منذ سنوات طويلة بسبب جرائم النظام الإيراني ضد الدول العربية والإرهاب الذي يمارسه وأوهامه بالهيمنة على مقدرات المنطقة. بعبارة أخرى، الصراع بدأ قبل أن يأتي ترامب إلى الحكم بسنين طويلة.

وقد كان أحد الأسباب الكبرى التي أججت الصراع ما فعله الرئيس الأمريكي السابق أوباما بتوقيعه الاتفاق النووي وتواطؤه مع النظام الإيراني الأمر الذي شجع الإيرانيين على المضي قدما في عدوانهم وإرهابهم.

والكل يعلم ان إيران بالذات هي التي اشعلت الفتن الطائفية في المنطقة بطائفيتها واستخدام الطائفية أداة لتحقيق أهدافها.

وعلى العكس مما يقوله هؤلاء المدافعون عن إيران، فإن سياسة أمريكا الجديدة والحزم في مواجهة النظام الإيراني ووضع حد لإرهابه وجرائمه هو الذي سوف يحجم هذا النظام، وسوف يحجم الصراعات في المنطقة.

ومن الحجج والمبررات الأخرى التي يقدمها هؤلاء القول أنه ليس صحيحا ما تقوله الإدارة الأمريكية حين تتهم إيران بأنها هي سبب عدم الاستقرار في المنطقة وسبب الكثير من الأزمات فيها. في رأيهم ان أمريكا هي المسؤولة عن كل هذا وهي التي يجب أن تتحمل المسؤولية.

أيضا هذا كلام فارغ لا معنى له ولا يمكن ان يكون مبررا للدفاع عن النظام الإيراني.

صحيح ان أمريكا تتحمل مسؤولية اساسية عن كثير من أزمات المنطقة وسياساتها في العقود الماضية كانت سببا أساسيا لتفجر هذه الأزمات والفوضى وعدم الاستقرار, لكن هذا في حد ذاته لا يعني انه حين تقوم إيران بنفس الدور، وحين تشعل الفتن والفوضى وتسعى إلى تقويض امن واستقرار دول المنطقة، فإنها لا تكون ملامة. من السخف القول انه طالما ان أمريكا لعبت دورا في تقويض استقرار المنطقة واشعال الصراعات، فإن من حق إيران أو أي دولة أخرى ان تفعل نفس الشيء.

اما اغرب الحجج والمبررات التي قدمها هؤلاء على الاطلاق، هذا الذي كتبه احد المحللين الأمريكيين المعروفين في مقال له قبل أيام تعليقا على الاستراتيجية التي أعلنها بومبيو.

هذا الكاتب علق على أحد المطالب الـ12 التي طرحها بومبيو، وهو المطالبة بإيقاف الدعم الذي يقدمه فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني لشركائه من الإرهابيين.

علق الكاتب على هذا بالقول ان فيلق القدس هو أداة مشروعة لتحقيق أهداف سياسة الأمن القومي الإيرانية في الشرق الأوسط، مثله في ذلك بالضبط مثل المخابرات الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية ودورهما في خدمة المصالح الأمريكية.

ويترتب على هذا في رأي الكاتب ان مطالبة الإيرانيين بإنهاء عمليات فيلق القدس يساوي بالضبط مطالبة الولايات المتحدة بإغلاق وزارة الدفاع والمخابرات، وهو أمر مستحيل.

بالطبع هذا كلام أخرق ليس بحاجة إلى تعليق.

المهم مما ذكرناه امس واليوم ان هؤلاء الذين يدافعون عن إيران وينتقدون الإدارة الأمريكية اليوم، يدافعون في حقيقة الأمر عن الإرهاب الإيراني في المنطقة ويريدون لعدوان إيران على الدول العربية ان يستمر، ويريدون النجاح لمشروعها الطائفي التوسعي.

وكما رأينا، على الرغم من تهافت وسخف مبررات هؤلاء فإنهم يدافعون عن إيران بشراسة.

القضية قضية لعبة مصالح أوروبية، وكراهية للدول العربية.

وقد نبهنا إلى هذه القضية كي ندرك ان المعركة السياسة والإعلامية العربية في الغرب في مواجهة مثل هذه الحملات هي معركة طويلة وليست سهلة ولا بد ان نخوضها.

نقلاً عن صحيفة أخبار الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button