في رحاب الشهر الكريم وتعايشا مع ذكري النصر المجيد في حرب العاشر من رمضان أعتقد أننا بحاجة إلي صفاء القلوب وترديد أدعية الأمل والتضرع إلي المولي عز وجل لكي يكون عونا لنا ضد القوي الظلامية.
نسألك يارب العالمين أن تحفظ هذا البلد آمنا وأن تجمع كلمة أهله علي قلب رجل واحد لكي نكون عونا لبلدنا بدلا من أن نكون عبئا عليه حتي نتمكن من بلوغ كل ما نتمناه لأنفسنا ولوطننا.. يارب نسألك أن تلهمنا الصواب وأن تجعلنا شهود عدل لا نقول سوي كلمة الحق ولا ننطق إلا بما يخدم مصالح البلاد والعباد بعيدا عن وساوس الشياطين حتي يظل مجتمعنا زارعا للخير مخاصما للشر ينشر الحب والتسامح والسلام ويرفض الفتنة والبغض والكراهية.
ولأننا في مرحلة صعبة تكاثرت فيها الأزمات والتحديات فإننا نسألك أن تمنحنا فضيلة الفهم والتواضع لكي نستشير من هم أكثر منا علما وحكمة وخبرة ولا تحرمنا من شجاعة الاعتراف بالخطأ فليس هناك ما هو أسوأ من الاستكبار علي الحقيقة والإصرار علي المجادلة رغم وضوح الحق!
نسألك يارب العباد أن تمنحنا جبالا من الصبر تمكننا من تحمل المصاعب والشدائد والمكاره وأن توفر لنا قدرا من العزم وقوة الإرادة وأن تمنحنا نعمة البصر والبصيرة لكي نري الأمور علي حقيقتها ولا نستدرج ــ بوعي أو دون وعي ــ نحو شباك المغرضين وبائعي الأوهام وتجار الأزمات.
يارب نسألك في هذه المرحلة الصعبة والحرجة من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية أن تثبت أقدامنا في الحق وأن تمنع عنا الخوف والفزع بمزيد من الثقة والأمل في أن الغد سيكون أفضل بمشيئتك ورعايتك.. يارب احفظ مصر وبارك شعبها ووفق ولاة أمورها لكي نستمر مستظلين براية واحدة هي راية الوطنية المصرية التي عندما ترفرف عالية في السماء تختفي من الفضاء كل رايات الطائفية والمذهبية والعرقية البغيضة!