نظمت أكاديمية شرطة دبي، بالتعاون مع الادارة العامة لإسعاد المجتمع، محاضرة دينية ضمن فعاليات الموسم الرمضاني لعام 1439 هجرية ، ألقاها فضيلة الشيخ سعد بن عتيق العتيق، من ضيوف جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، بحضور العميد الأستاذ الدكتور محمد بطي الشامسي، نائب مدير الأكاديمية، ومديري الإدارات الفرعية ورؤساء الأقسام، وعدد من مرتب الأكاديمية، والطلبة المرشحين وطلبة الدورات التأسيسية لأفراد الشرطة المستجدين.
وأشاد الشيخ سعد بن عتيق بأكاديمية شرطة دبى لاهتمامها بنشر الوعي الديني والارتقاء بالجانب الأخلاقي للعاملين بها، ثم تناول عدداً من الرسائل التي تصل بالإنسان الى السعادة ، وتأتي الصلاة في أولها وهي أول وأكبر سبب لسعادة الإنسان المسلم ، وهي الدواء السحري لكل الآلام والأوجاع ولايمكن أن يسعد العبد تارك الصلاة أبداً،وأضاف أن التهاون في الصلاة وإضاعتها هي مسألة من المسائل العظيمة الكبرى التي ابتلى بها الناس ، وإن ترك الصلاة المفروضة يعتبر من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر.
ومن ثم تحدث عن السبب الثاني للسعادة ، وهو بر الوالدين الذي يعتبر من الفطرة الإنسانية الأصيلة في نفس كل إنسان سوي غير مختل ، فرضا الوالدين من رضا الله تعالي ، أما السبب الثالث الذي أورده المحاضر فهو الرضا بالقضاء خيره وشره ، وهو يعني أن كل ما دخل الوجود من خير وشر هو بتقدير الله الأزلي ، فالخير من أعمال العباد بتقدير الله ومحبته ورضاه ، والشر من أعمال العباد بتقدير الله وخلقه وعلمه ولكن ليس بمحبته ولابرضاها ، الله خالق الخير والشر لكنه يرضي الخير ولايرضي الشر ، والرابع من أسباب السعادة هو خلو القلب من الغل ، وهو خلق من أخلاق الإسلام العظيمة الراقية ، خلق يبعث على حب الخير للآخرين ، وعلى بذل الخير والمعروف والإحسان لهم وكف الأذى والسوء عنهم ، وهو خلق من أعظم الخصال وأشرف الخلال.
وتابع الشيخ سعد بن عتيق أن السبب السادس للسعادة هو صلة الأرحام وهم الأقارب الذين يمثلون الأصول والفروع ، وصلة الرحم واجبة على كل مؤمن ومؤمنة ، وقطيعة الرحم تعتبر ذنباً عظيماً وهي معصية لله سبحانه وتعالي ، ولكي نكون واصلين لأرحامنا علينا أن نحسن لأقاربنا ونحاول إيصال الخير لهم أياً كانوا ونتبادل معهم الزيارات ، وندفع عنهم الأذى ، أما الإحسان الى الناس فهو السبب السابع لسعادة الإنسان ، وهي صفة نبيلة وخصلة جليلة ، وإن أول المستفيدين من الإحسان هم المحسنون أنفسهم ، يجنون ثمراته عاجلاً في نفوسهم وأخلاقهم وضمائرهم ، فيجدون الانشراح والسكينة والطمأنينة ، وأضاف قائلاً أرجو أن تجربوا إذا طاف بكم طائف من هم أو ألم بكم غم فامنح غيرك معروفاً وأسد له جميلاً تجد السرور والراحة ، أعط محروماً وأنصر مظلوماً ، أنقذ مكروباً وأعن منكوباً ، عد مريضاً وأطعم جائعاً .
وفى الختام قام العميد الشامسي بتكريم الشيخ سعد بن عتيق، مؤكداً حرص الأكاديمية على اغتنام نفحات الشهر الفضيل بما يعود على الجميع بالنفع والفائدة، مشيراً إلى أن فعاليات شهر رمضان لهذا العام تضمنت محاضرة دينية ومسابقات ثقافية متنوعة وأنشطة أخرى، بهدف حث الموظفين على التفاعل مع روحانيات هذا الشهر، من خلال اكتساب الثقافة المعرفية المتنوعة، من أجل الارتقاء بالنفس، وتهذيب الأخلاق والسلوك، بما ينسجم مع نفحات هذا الشهر.