تشهد مدينة وجدة عاصمة العرب الثقافية يوم غد السبت انطلاق اول فعالية فنية من نوعها في المغرب موجهة لكل شعوب الكرة الأرضية على اختلاف اجناسهم وثقافاتهم وذلك تحت عنوان «رسالة سلام من أطفال وجدة إلى كل شعوب العالم» في أكبر تظاهرة فنية للطفولة المغربية من اجل الدعوة إلى السلام والأمان.
وتأتي الفعالية ضمن البرنامج الخاص بالمشاركة في احتفالات وجدة عاصمة العرب الثقافية لعام 2018 والذي اعدته المنظمة المغربية للدبلوماسية الثقافية بالتعاون مع « منظمة ألوان من اجل السلام » التابعة للأمم المتحدة وبحضور سفيرتي منظمة الوان الفنانتين العالميتين : الايطالية اوريللا كوكي والارجنتينية ماريانا تيرشو وبالمشاركة مع جماعة وجدة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال لجهة الشرق.
وتمت دعوة المئات من أطفال المدينة للمشاركة في مرسم حر بإعداد لوحات ورسومات فنية تعبر عن رؤيتهم للسلام ورغبتهم في ان تسود المحبة والوئام كافة شعوب العالم كي يعيش الكل في أمن وسلام.
وفي ختام الفعالية التي تستمر يومين سوف يتم عرض اللوحات الفنية في رواق الفنون بالمدينة في معرض يقام لهذا الغرض ويضم نتاجات المشاركين.
كما ستقوم منظمة « ألوان من اجل السلام» بإدراج اللوحات الفنية لهذه الفعالية في إصدار مطبوع يضم نتاجات الأطفال من دول العالم التي شارك اطفالها في برامجها حول العالم وتوزيع المطبوعة مجانا على الدول المشاركة والجمعيات الدولية وعرضها من طرف المجموعة ألوان من أجل السلام خلال انعقاد فعاليات مجموعة الدول السبع العظمى G7 المقرر عقدها في ايطاليا خلال العام المقبل 2019 .
وحول مشاركة جهة وجدة أكد عمر حجيرة عمدة المدينة أهمية استقطاب عاصمة العرب الثقافية لمثل هذه الفعاليات العالمية التي تعزز التواصل الفكري لدى الأجيال المقبلة، واضاف: نحن نعلن ترحيبنا بكل مشاركة في عام مدينتنا الثقافية ونؤكد ان ابواب «وجدة الألفية » مشرعة أمام كل ألوان الثقافات المعبرة عن أصالة الحضارات التي نرتبط معها بأقدم الروابط والعلاقات.
وأعرب حجيرة عن تقديره للدور المتميز الذي تقوم به المنظمة المغربية للدبلوماسية الثقافية في تعزيز مفاهيم العمل الثقافي داخل وخارج المملكة المغربية منذ ان تأسست قبل شهور واتخذت من مدينة وجدة مقرا رئيسا لها.
و كشفت الدكتورة اعتماد الامراني رئيسة المنظمة المغربية للدبلوماسية الثقافية عن اهمية الفنون في دعم الروابط بين الشعوب فقالت : إن تنظيم هذه الفعالية يأتي إيمانا من المنظمة بأن اهم رهانات الدبلوماسية الثقافية هوالسعى بلا كلل من اجل إرساء قيم الأمن والتعايش السلمي بين الشعوب والبلدان باستخدام كل الوسائل الممكنة ومنها الفن التشكيلي باعتبار أن الرسم مرآة للواقع والحلم ، وبهذه الفعالية الأولى من نوعها في بلادنا يحظى المغرب بترسيخ مكانته على خارطة الدول الداعية والمحبة للسلام علاوة على تدوين إسم مدينة وجدة الحاضنة لهذه الفعالية وأسماء الأطفال المشاركين فيها ومدارسهم وكذلك الجهات الداعمة لهذه الفعالية الفريدة من نوعها.
وأعربت الفنانة العالمية اوريللا كوكى سفيرة منظمة ألوان من اجل السلام في منطقة الشرق الأوسط عن تقديرها لكل الجهات الداعمة الفعالية وبخاصة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال لجهة الشرق لكون تعاونها وشراكتها مع المنظمة المغربية للدبلوماسية الثقافية يعبر عن فهم عميق لدور الفنون عامة والرسم والتصوير خاصة في تحقيق التقارب بين الشعوب وفي تنمية الروابط داخل المجتمعات وإرساء مفاهيم التواصل مع الآخر من خلال التعبير الفني الدال على الفهم المشترك لما تتطلع إليه البشرية من استقرار هو دعامة التنمية المجتمعية وصمام الأمان في حركة الأجيال نحو المستقبل بكل مايحمله من آمال وتطلعات.
ومن جانبها قالت الفنانة الأرجنتينية ماريانا تريشو : لقد منحتني هذه المشاركة انطباعا جيدا عن الثقافة المغربية التي تعد امتدادا للثقافة العربية الأصيلة والمتوارثة وهي ثقافة تحترم الاخر وتسعى داائما الى التواصل معه من اجل بناء جسور للثقة تتحقق بها المصالخ المشتركة التي تطمح اليها البشرية عبر كل مراحل تاريخها.
واثتت تريشو على الدور الإيجابي الواضح والمؤثر الذي تلعبه الدبلوماسية الثقافية في حياة الشعوب مؤكدة ان المنظمة المغربية التي تتخذ من مدينة وجدة مقرا رئيسا لها تضطلع بهذا الدور الذي يجعل المملكة المغربية محطة بارزة على خارطة التواصل العالمي .