قال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله اليوم الجمعة، إن العقوبات الأمريكية لن يكون لها تأثير على الجماعة المدعومة من إيران لكنها قد تسبب أذى لمؤيديها ووصفها بأنها «جزء من المعركة».
وتعهد نصر الله بإطلاق حملة كبرى لمكافحة الفساد في الدولة اللبنانية وحذر من أن الدولة ستواجه انهيارا ماليا إذا لم يتم وقف الهدر.
وقال نصر الله في كلمة متلفزة ألقاها اليوم الجمعة أن «مسألة العقوبات لن تؤثر على عملية تشكيل الحكومة اللبنانية وسبق أن وضعنا على لوائح الإرهاب الخليجية ولم تؤثر على مسألة دخولنا إلى الحكومات اللبنانية».
وأضاف أمين عام حزب الله: «البعض يقول إن حزب الله يستعجل بتشكيل الحكومة خوفا مما هو آت وهنا أقول لهم أنتم مخطئون لأننا لا نخاف من التطورات في المنطقة وبالعكس نحن لسنا قلقين من التطورات… وإنما نحن نريد إتمام التشكيل بسرعة لأن في ذلك مصلحة عامة للبنان».
كما رحب نصر الله «بسرعة انتخاب رئيس المجلس النيابي وتكليف رئيس الحكومة بتشكيلها»، لافتا إلى أن تشكيل الحكومة يحتاج إلى «جهد وتعاون من كل القوى».
وأكد أن حزب الله «لم يضع شروطا، إنما يتطلع إلى حكومة جادة وجدية، يتمثل فيها أوسع تمثيل للقوى السياسية والكتل النيابية، على أن تاتي هذه القوى والكتل ببرامجها الانتخابية، لأن هناك مساحات مشتركة في هذه البرامج».
أضاف نصر الله: «في الحكومة سنؤكد على إيجاد وزارة تخطيط.. ونحن لم نطلب وزارة سيادية»، مشيرا إلى أن «الوزارة التي ستعطى للشيعة محسوم أنها من حصة حركة أمل وسيكون لنا وجود فاعل في الحكومة وسنتفق مع حركة أمل على توزيع الحقائب فيما بيننا ولن يكون هناك أي خلاف».
وشكر نصر الله الجيش اللبناني والقوى الأمنية وفصائل المقاومة الفلسطينية والجيش السوري وإيران، معتبرا أن «هؤلاء جميعا شاركوا في صنع هذا الإنجاز بشتى السبل وصولا لتحقيق الانتصار على العدو في العام 2000»، في إشارة إلى سحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان عام 2000.
وأكد أنه بفضل «كل هذه التضحيات تحقق الانتصار.. على الرغم من عدم وجود أي تكافؤ بالفرص والإمكانات»، موضحا أن «هذه الإمكانات كانت متواضعة جدا من حيث العديد والعتاد والأسلحة سواء من حيث النوعية أو الكمية».
وسعت الولايات المتحدة إلى قطع التمويل عن حزب الله الشيعي وفرضت عقوبات الأسبوع الماضي على ممثله في إيران بالإضافة إلى ممول رئيسي وخمس شركات في أوروبا وغرب أفريقيا والشرق الاوسط. كما أعلنت واشنطن وشركاء خليجيون عن فرض مزيد من العقوبات على حزب الله بما في ذلك أكبر قائدين فيه نصر الله ونائبه الشيخ نعيم قاسم.
وجاءت العقوبات ضمن سلسلة من الإجراءات الجديدة التي تستهدف إيران وحليفها اللبناني منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووية الإيراني.
وقال نصر الله «فيما يتعلق بي شخصيا أو بإخواني، الموضوع ليس له أثر مالي أو مادي… هم يهدفون لإبعاد الناس عنا».
وأضاف «عندما يضعون (على قائمة العقوبات) شركات لبنانية أو مصانع أو كيانات أو جمعيات أو جهات لها نشاطها المالي والاستثماري في لبنان وفي خارج لبنان وتحتاج إلى سفر ومعاملات بنكية وبيع وشراء وتبادلات مالية، طبعا هذا مؤذ جدا ولذلك لا أحد يستخف به».
وقال «هؤلاء مواطنون لبنانيون. وإذا كانوا مواطنين لبنانيين فإن الدولة اللبنانية مسؤولة عنهم ويجب أن تدافع عنهم ويجب أن تحمي مصالحهم».
وحذر نصر الله من أن الإجراءات الأمريكية ستستمر في التصاعد ودعا أنصاره إلى الصبر والتحمل قائلا «الضغط علي أي متبرع أو مساهم لهذه المقاومة ومؤسساتها … هذا جزء من المعركة».
وقال إن العقوبات الأمريكية لن تؤثر على تشكيل حكومة جديدة في لبنان من المقرر أن يبدأ العمل على تشكيلها الأسبوع المقبل.