مضت سنة على إعلان دول التحالف الرباعي مقاطعتها النظام القطري واتخاذ عدد من الإجراءات العملية ضده بعد انعدام جميع المحاولات الدبلوماسية معه لثنيه عن الاستمرار في سياساته العدائية تجاه الدول العربية، وبعد أن انقلب على تعهداته السابقة التي وقع عليها والتزم بها، وبعد أن استمر في دعم الإرهاب وتمويله والتخطيط والتآمر ضد شعوب وحكومات وقادة دول المنطقة العربية.
يقول بعض المحللين إن الأزمة القطرية «مكانك سر»، وأنه لم يحدث أي تقدم فيها، ما أدى إلى استمرارها لتكمل عامها الأول. وإذا افترضنا أن هذا الكلام صحيح، أعني صحيحا من حيث إن النظام القطري مازال مستمرًا في دعم الإرهاب ومعاداة الدول العربية، فإن ما هو أكثر صحة منه هو أن النظام القطري قد تم تحجيمه بشكل كبير، وعاد إلى حجمه الطبيعي، وانشغل بأزمته التي يعانيها، وهو ما انعكس إيجابًا على الوضع العربي والإقليمي، من حيث تراجع وتيرة الإرهاب عن الأعوام الماضية، وحدوث تقدم كبير على مستوى ملفات أخرى أهم بكثير من النظام القطري، وفي مقدمتها البرنامج النووي الإيراني، والسياسات الإيرانية الداعمة للإرهاب.
لقد بذلت دول التحالف الرباعي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، جهودًا كبرى لإحداث تغيير جذري وعميق في الموقف الدولي تجاه النظام الإيراني وسياساته، ومن لا يرى أثر وبصمات السياسة السعودية القوية على موقف الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الأخرى تجاه النظام الإيراني فإنه لا يقرأ المشهد بشكل سليم.
لقد تمكنت دول التحالف العربي من تحقيق نتائج مذهلة لدحر الإرهاب، ومعاقبة النظام الإيراني على أفاعيله، بينما النظام القطري الذي دأب على مشاغبة هذه الدول، والعمل على إفساد مساعيها لتحقيق الأمن والاستقرار، يستجدي الاهتمام والعطف، ويعمل على معالجة وترقيع خسائره المالية والاقتصادية الكبيرة، ومن ذلك ما لحق بشركة طيرانه، وبحصصه وأصوله في البنوك والمؤسسات التجارية الأخرى، جراء عناده ومكابرته.
والأمر سيان فيما يخص اندحار الإرهاب في مصر، وهزائم الحوثيين في اليمن، وتراجع النظام الإيراني في سوريا والعراق، حيث طرأت هذه التغييرات الاستراتيجية على المشهد العربي والإقليمي خلال هذا العام بشكل خاص، ومنذ انطلاق أزمة النظام القطري بشكل عام.
إن تحييد النظام القطري، رغم سعيه حتى اليوم إلى تسليط الإرهاب على دول المنطقة، قد أدى إلى اتساع مساحات فرص تحقيق الأمن والاستقرار، ومعالجة مختلف الملفات التي لم يكن للنظام القطري دور فيها سوى التجسس والعمالة للقوى المناوئة لدول الخليج والدول العربية. وبذلك، يكون مرور عام على الأزمة القطرية فرصة مواتية لاستعراض التقدمات والنجاحات التي تحققت في مختلف الملفات الإقليمية على يد التحالف الرباعي العربي.