في أول تصريح للرئيس الايراني (حسن روحاني) إزاء خطاب وزير الخارجية الامريكي (مايك بومبيو) والمتضمن 12 شرطا لعودة الحوار مع ايران، قال: «ان العالم اليوم لا يرضى بأن تقرر الولايات المتحدة عنه.. وإن زمن هذه التصريحات قد ولّى».
ماذا يعني هذا التصريح؟.. يعني ان ايران لاتزال تعول على الموقف الأوروبي والروسي والصيني في الوقوف معها ضد العقوبات الأمريكية.. ولكي نستكشف مواقف هذه الأطراف، لنتوقف أمام تصريحات المسؤولين فيها إزاء خطاب وشروط (بومبيو).. فقد حذر مسؤول في الخارجية الروسية من ان التصريحات الأمريكية (القوية) قد تؤدي إلى تشديد طهران مواقفها ازاء عدد من الملفات الاقليمية.. من جهتها قالت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي (فيديريكا موغيريني) انه ليس هناك حل بديل للاتفاق النووي مع إيران.. فيما حذر وزير الخارجية البريطاني (بوريس جونسون) من ان المفاوضات الموسعة مع إيران التي تسعى إليها (واشنطن) ستكون صعبة للغاية.
إذن إيران ترفض الشروط الأمريكية لأنها تجد من يشجعها على اتخاذ مواقف رافضة.. وهم (الاتحاد الأوروبي) وروسيا والصين.. لذا فنحن مقبلون على (صيف ساخن) سياسياً ودبلوماسيا بين (الولايات المتحدة الامريكية) وهذه الاطراف الدولية المؤيدة لإيران.. مما قد يدفع (واشنطن) إلى اتخاذ عقوبات اقتصادية ضد شركات أوروبية تتعاون مع ايران أو تعمل هناك.. بقصد إخضاع قرار الاتحاد الأوروبي للمرونة والتناغم مع أمريكا.
ماذا عن الساحة العسكرية في هذا الصيف الساخن؟.. بالطبع لن تكون الجغرافيا الإيرانية هي ساحة الحرب.. وسوف تتحاشى أمريكا الدخول في مواجهة عسكرية أو ضربات جوية أو صاروخية داخل ايران.. ولكن (واشنطن) سوف تدفع باتجاه دعم المعارضة الشعبية الايرانية وتصعيد المظاهرات والاحتجاجات في مختلف المدن الايرانية لإضعاف النظام، وإشعاره بخطر السقوط في حال استمرار صرف المليارات من الدولارات على مليشيات النظام الطائفي في الخارج.. بيد أن المواجهة العسكرية المتوقعة -وهي تجري حاليا أيضا- ستكون بضرب المليشيات والقواعد العسكرية الايرانية في سوريا، سواء من قبل اسرائيل أو أمريكا.. والمساعدة الاستخباراتية واللوجستية في تصعيد القصف ضد المليشيات الحوثية في اليمن.. وقطع طرق تهريب السلاح والصواريخ الايرانية إلى الحوثيين.. بل والتعجيل بإنهاء الانقلاب الحوثي في اليمن.
هذه هي سيناريوهات الصيف الساخن في المنطقة.