سقطت عصابة السبعة في يد العدالة السعودية، «والحبل على الجرار»، وتكشفت حقيقة المدافعين عن حقوق الإنسان، والمنادين بحقوق المرأة، والمطالبين بالحريات دون حدود، إنهم ليسوا نشطاء، وليسوا أصحاب مطالب، بل عصابات تتبع مدرسة «كونداليزا» الفوضوية، وما أكثرهم، لعب الدولار في عقولهم، وأفقدتهم الشهرة الزائفة تركيزهم، وبهرت عيونهم كاميرات التصوير.
ليست للعشوائية مكان في هذا الزمان، فهؤلاء الذين يظهرون فجأة وتتركز حولهم الأضواء، دون مقدمات، ودون خلفيات، ليسوا إلا غثاء كغثاء السيل، نفخة بسيطة فيكون نسياً منسياً، ولا تراه عين ولا تمسكه يد، ويعجب أمثالنا من الإمكانات التي توافرت لهم، والوسائل التي توصلهم إلى كل مكان، خطباء مفوّهون، وأصحاب نظريات، وصراخ يعلو ولا يعلى عليه، وسفر من عاصمة إلى عاصمة، ومحاضرات في مراكز ومعاهد ومؤتمرات ومنتديات، وقد يقفز بعضهم فوق المناصب، ويقف أمامه من يصفقون له، وعندما تبلى الأردية التي اعتادها الناس يبدلون أرديتهم، يترقون إلى درجات أكثر علواً، يصبحون «تنويريين» و«ليبراليين»، وتنتفخ الأوداج، وتتضخم نبرات الأصوات، فيزينون الأوامر التي تلقوها من أساتذتهم، يحملون مشارط وأمواساً يخبئونها في ملابسهم، فكر عصابات يسيطر عليهم، ويمزقون المجتمعات، يحاولون إزهاق روحها بطريقة داعشية ولكنها أكثر إنسانية، يدخلون من أبواب الجدل، وينشرون السم.
يعتقد الناظر إليهم أنهم فرادى وما هم بفرادى، هم منظومة موجّهة وملقنة، لها رؤوس تديرها، وأموال تنفق عليها، وخطط مطلوب منها تنفيذها، إنهم نسخة من أولئك الظلاميين، يدّعون «التنوير» كما ادعى من ذهبوا للاتجاه الآخر أنهم أهل «إصلاح»، وقد رأينا الإصلاح الذي يقود إلى الخراب، وها نحن نرى التنوير الذي يوصل إلى الظلام، فالقلوب عندما تنتزع عقيدتها تمتلئ ظلاماً، ويكون فكر أتباع «كوندليزا» وماركس وتروتسكي نسخة طبق الأصل من أتباع البنا وقطب والقرضاوي والزرقاوي والبغدادي.
أيها الأحبة، ليست كل الحروب تدار بالسلاح، وقد خبرنا حرب إخوان الشر، وها نحن نختبر حرب إخوان الهدم، فهؤلاء يخدمون أولئك، وجميعهم يخدمون من يطمع في اختراقنا.