قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة، إنه سيطرح أحداث غزة، حيث قُتل عشرات المحتجين الفلسطينيين هذا الأسبوع برصاص القوات الإسرائيلية، على الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وانتقد الرئيس التركي بشدة قرار واشنطن نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس والعنف الذي أعقب فتح السفارة الجديدة ووجه انتقادات حادة للولايات المتحدة والأمم المتحدة على مقتل عشرات المحتجين في القطاع.
ووصف أردوغان إسرائيل بأنها «دولة إرهابية» واتهمها باستخدام أساليب تشبه أساليب النازية. وأعلنت تركيا الحداد ثلاثة أيام بعد أحداث غزة. ودعا أردوغان إلى عقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 عضوا.
وقال في كلمته الافتتاحية في القمة في اسطنبول «ينبغي وبكل تأكيد محاسبة إسرائيل، أمام القانون الدولي، على الأبرياء الذين ذبحتهم. سنتابع تلك القضية في الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضا».
وتابع قائلا «للأسف.. أي خطوة تتخذ في سبيل العدالة تمنعها قيادة الولايات المتحدة في مجلس الأمن».
وفي تصعيد لانتقاداته لأفعال إسرائيل شبه إردوغان معاملتها للفلسطينيين بالمعاناة التي تكبدها اليهود في معسكرات التعذيب النازية.
وقال «أبناء من تعرضوا لكل أنواع التعذيب في المعسكرات النازية خلال الحرب العالمية الثانية يهاجمون الآن الفلسطينيين بأساليب يخجل منها النازيون».
وفجرت الأحداث في غزة أيضا خلافا دبلوماسيا بين تركيا وإسرائيل، حيث تبادل البلدان طرد كبار الدبلوماسيين هذا الأسبوع.
وتلقى معاناة الفلسطينيين صدى لدى كثير من الأتراك خاصة القوميين والمتدينين الذين يشكلون قاعدة الدعم لإردوغان الذي يخوض الانتخابات الرئاسية مجددا الشهر المقبل.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة دعا أردوغان، أمام حشد من آلاف من أنصاره الذين لوحوا بالأعلام الفلسطينية والتركية في حي ينيكابي في اسطنبول، المسلمين إلى التضامن وقال إن الأمم المتحدة فقدت الشرعية لفشلها في الوقوف في وجه واشنطن.
وقال «إذا وقف العالم الإسلامي متحدا في وجه الوحشية في غزة فإن تهور إسرائيل لن يستمر».
وتابع «الأمم المتحدة التي فشلت في اتخاذ خطوات فعالة ضد الولايات المتحدة تلقت ضربة أخرى لشرعيتها المتداعية أصلا».
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله للحشد إن على العالم التحرك. وقال «أطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعاجل لحماية شعبنا، ومحاسبة الاحتلال على ممارساته».
وبرغم لهجة الخطاب الحادة، أظهرت إحصاءات صندوق النقد الدولي أن إسرائيل كانت عاشر أكبر سوق للصادرات التركية في 2017 حيث اشترت سلعا بحوالي 3.4 مليار دولار تقريبا.
وقال وزير المالية الإسرائيلي موشي كاخلون لإذاعة إسرائيل اليوم الجمعة، ردا على سؤال عما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن تقطع علاقاتها مع تركيا «لدينا علاقات اقتصادية ممتازة مع تركيا. وهذه العلاقات شديدة الأهمية للجانبين».
وينهي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة سياسة أمريكية استمرت عقودا وأثار غضبا في العالم العربي وحلفاء غربيين.
ودعت تركيا الدول الإسلامية إلى منع الدول الأخرى من أن تحذو حذو الولايات المتحدة وتفتح سفارات لها في القدس. وأصبحت جواتيمالا ثاني دولة تنقل سفارتها إلى المدينة المقدسة في الأسبوع الحالي بينما قالت باراجواي إنها ستحذو حذوها هذا الشهر.
ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الجمعة، في كلمته أمام القمة الدول الإسلامية إلى «قطع علاقاتها تماما مع الكيان الصهيوني (إسرائيل) وأيضا إعادة النظر في علاقاتها التجارية والاقتصادية مع أمريكا».
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين يوم الجمعة إن إسرائيل تحرم الفلسطينيين بشكل ممنهج من حقوقهم الإنسانية وإن 1.9 مليون شخص في غزة «محبوسون في عشوائيات سامة من المولد وحتى الموت».