في عيد الربيع تتفتح الزهور وتكسو الطبيعة بالخضرة، تتجدد الأشجار بالأوراق بعد أن سقطت أوراقها فى الشتاء، بعد سحاب الغيوم وضجيج البرق وهطول المطر، ربت الأرض بمياه الأمطار وأنبتت الزروع من كل زوج بهيج.
قدوم شهر الربيع إشارة إلى بدء عام زراعي جديد تملؤه السعادة والأمل والسرور، تجديد الحياة للطبيعة، للإنسان قبل باقي المخلوقات، فالكل مسخر لخدمة الإنسان، من أجل رفاهيته وسعادته وبهجته وسروره.
فرق كبير قبل وبعد شهر الربيع، دائماً تستريح الأبصار بالخضرة وجمال الزهور، وتهدأ الأعصاب بعد مشقة العمل وعناء الحياة، بكل ما تزهو به الطبيعة من رائحة وأشكال الورود وعطر أشجار الموالح التي تفوح منها، وتشعر بأن كل من حولك معطر برائحة هذه الأزهار الجميلة، والتي يكون نتاجها فواكه بعد الانتهاء من شهر الربيع ونضج الثمار.
هذه الطبيعة وهبها الخالق سبحانه وتعالى، وسعى الإنسان للعناية بها، وقام بتشكيل هذه الزهور والورود بأشكال وألوان مختلفة داخل الحدائق والمنتزهات.
ونرى دبي وهي تقف شامخة، مزدهرة بما فيها من جمال دائم، ليس في الربيع فقط، فالعام كله ربيع في دبي، تشعر وكأنك تجوب العالم كله وأنت في دبي، من أشكال وكثرة التنوع بالأزهار المختلفة وأنواع الورود الكثيرة التي تتزين بها الشوارع والميادين والحدائق، والمناطق الخضراء الكثيرة، التي تمثل نموذجاً لدرجات الرفاهية العالية في الحياة.
العناية بالطبيعة أمر مهم جداً، يعود بالإيجاب على صحة الإنسان، التي هي أهم شيء لنا، فالمجتمع الصحي المتعافي، هو مجتمع منتج، يصعد إلى الأمام، في مناحي الحياة كافة.
والدين الإسلامي كثيراً ما ركز على الاهتمام بالبيئة والمحافظة على الطبيعة التي وهبها الله لنا، والتي في المقام الأول تعود بالنفع على الإنسان.
اهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالطبيعة والزراعة، ووضع القواعد الأولى للبناء، وأصبحت دولة الإمارات واحة من الأمن والجمال، بعد أن كانت صحراء، وصارت تتميز بطبيعة جميلة، وبمواصفات عالية من نقاء الهواء، وأدى هذا إلى تدفق السياحة من كل بقاع العالم للاستمتاع بهذه الطبيعة الجميلة.
ولا يكمن جمال الطبيعة فقط في مدن دولة الإمارات، ولكن الجمال أيضاً في البر، وما فيه من ثراء للطبيعة التي تعبر عن الموروث وثقافة وهوية الإمارات وشعبها الأصيل.