من أخطأ يقوّم، ومن انحرف يصحح مساره، لدينا قوانين وتشريعات، ولدينا قيم ومرتكزات، ولدينا قواعد تأسست عليها أعمدة الدولة العصرية المتحضرة والمنطلقة نحو الأفق البعيد، أحلامنا كبيرة، ومنجزاتنا كبيرة، والشوائب لا تعلق بها.
نحن نسابق الزمن، وقد سبقناه، عمرنا أربعون عاماً؟ هذا لا يهم، المهم أن تنظروا إلى أي مدى وصلنا خلال هذه السنوات القليلة، ولم نتجمد في أماكننا، ولم نصنع «أستاراً بالية» نتباكى عليها، لم نجعل «كنا» مقياساً لحياتنا، بل «ماذا يجب أن نكون؟»، ذلك هو السؤال العظيم الذي سأله زايد لإخوانه، وعمل الفريق الواحد المتآلف والمتآزر على تقديم الإجابة، وها هي أمامكم، ترونها رأي العين، أمة نهضت من هنا، واستعادت الشموخ.
نحن لا نعود إلى الوراء، مسيرنا نحو الأمام، ولكننا لا ننسى من نحن، ومن نمثل، وبماذا ندين، ولمن ولاؤنا، ولا نهاب الجديد، ولا ننكر الثابت المتمكن من قلوبنا وعقولنا، متسامحون إلى أقصى الحدود، نكره التزمت والتشدد والتعصب، ولا نحب «السفسطة»، ولا نجادل بغير حق، ولا تأخذنا «العزة بالإثم»، ونتحدى أنفسنا إذا كبونا.
وعندما أصرت فئة منحرفة على شق صفوفنا، وتغطت بفكر ديني دخيل علينا، ووضعت يدها في يد الأجنبي، وحاولت أن تفرض عقيدة تخالف عقيدتنا، أخذناها بالشدة والحزم، ووقف الوطن كله صفاً واحداً خلف قيادته، ومسحت تلك «البقعة» السوداء من سجلاتنا.
كل ما سبق تذكره لمن يعتقد أن محاربة الفكر الديني المنحرف يعني السماح لفكر شاذ وطارئ بأن يطفو على السطح، حتى وإن حاول البعض أن يلمح إلى عكس الحقيقة، ويحاول أن يغطي على تصرفاته بشيء من الغموض والإيحاءات.
نحن لسنا في «حديث طرشان»، وقد كفانا تصرف النيابة العامة في «مقطع فيديو العرسان» شر «الهرطقة» والنقاش، وبين للجميع أن هناك عيناً ساهرة على قيم المجتمع، أما منكر الثوابت المدعو محمد شحرور، فنحن على ثقة بأنه لن يدخل البيوت من دون استئذان عبر قناة وطنية، فالإعلام عندنا يبني، وشحرور هذا يحمل معولاً ليهدم.