رغم مرور سبعين عاما ما زال عدد من الفلسطينيين يحتفظون بشاحنات قديمة نقلت أباءهم وأجدادهم من قراهم ومدنهم التي رحلوا أو أجبروا على الرحيل عنها عام 1948 على أمل العودة بها يوما إلى ديارهم.
ونظم عدد من أصحاب هذه السيارات القديمة اليوم الأحد، مسيرة وسط شوارع مدينة رام الله في الضفة الغربية وقد رفعوا عليها الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء التي رسمت عليها خارطة فلسطين وكتب عليها العودة إضافة إلى الملصق الرئيسي لإحياء الذكرى السبعين للنكبة.
ويتضمن ملصق إحياء النكبة لهذا العام رسما لسيدة مسنة تحتضن ابنها الشاب الذي يحمل طفلا يرفع مفتاح منزل وكتب على الملصق «70 عاما على النكبة ..من جيل إلى جيل ..عن العودة والقدس ما في بديل».
وأبدى اللاجئ عبد السلام محمود (57 عاما) الذي يقيم في مخيم عسكر بمدينة نابلس تمسكه بالعودة إلى مسقط رأس والده في مدينة يافا التي هجر منها عام 1948 مع إخوته وشقيقاته.
وقال محمود فيما كان يستعد لقيادة شاحنة قديمة في شوارع رام الله تعود لعائلة أمه «هذه السيارة موديل 1941 .. هذه من عوائد الجيش العربي كانت تنقل المهاجرين بين فلسطين والأردن».
وأضاف «إحنا (نحن) محتفظين بهذه السيارة كأرث لها ذكريات لإننا سنعود فيها يوما إلى ديارنا. صحيح أنا لم أولد فيها ولكنها أرضنا وبيوتنا التي ليس لنا مكان غيرها وسنعود إليها يوما».
وأوضح محمود أن والده وهو من جيل النكبة الأول توفي عام 1996 تاركا تسعة أولاد وثلاث بنات زرع فيهم حب بلدهم.
وقال «نحن نعيش على أمل العودة وإن شاء الله في القريب العاجل. لم يغب هذا الحلم عنا لحظة».
وأضاف «نحن نزرع هذا الحلم في أولادنا لو مر مئة عام وليس سبعين ان يبقوا متمسكين بحلم العودة إلى بيوتنا وأرضنا في يافا».
ويستعد الفلسطينيون يوم الإثنين لتنظيم مسيرات في مختلف محافظات الوطن، لإحياء ذكرى النكبة والإحتجاج على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، من المقرر ان تستمر يومين.
وقال جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيان اليوم الأحد، «شكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى …وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية».
وأضاف البيان «انتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي».
وأوضح البيان أنه «بعد 70 عاما على النكبة تضاعف الفلسطينيون أكثر من تسع مرات».
وجاء في البيان «بلغ عدد الفلسطينيين الاجمالي في العالم في نهاية عام 2017 حوالي 13 مليون نسمة ما يشير الى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من تسع مرات منذ أحداث نكبة 1948».
وأوضح البيان أن «أكثر من نصفهم (6.36 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.56 مليون في المناطق المحتلة عام 1948)».
وبحسب البيان بلغ عدد السكان في الضفة الغربية بما فيها القدس 2.9 مليون نسمة، وحوالي 1.9 مليون نسمة في قطاع غزة، وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان حوالي 435 ألف نسمة في نهاية العام2017».
وتابع البيان «بناءاً على هذه المعطيات فإن الفلسطينيين يشكلون حوالي 49.4 في المئة من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية».
وأردف بيان جهاز الإحصاء المركزي «سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تشير إلى أن عدد اللاجئين المسجلين كما هو في الأول من ديسمبر كانون الأول لعام 2017، حوالي 5.87 مليون لاجئ فلسطيني».
وأضاف البيان «يعيش حوالي 28.4% منهم في 58 مخيماً رسميا تابعا لوكالة الغوث الدولية تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة».