نون والقلم

جهاد الخازن يكتب: التحقيق عن علاقة ترامب مع روسيا مستمر

المحقق الخاص روبرت مولر هدد بإصدار «مذكرة جلب» ضد الرئيس دونالد ترامب للرد على أسئلة عن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة سنة 2016، وعلاقة حملة ترامب بالمسؤولين الروس.

في وزارة العدل المسؤول الوحيد الذي يستطيع طرد مولر من عمله هو رود روزنستين، نائب الوزير، وبما أنه لم يفعل فهو مهدد بالطرد. وقد تحدث غاضباً عن «ناس يهددونه في السر والعلن منذ بعض الوقت».

كان وزير العدل جيف سيشنز عزل نفسه عن تحقيق مولر في الدور الروسي في انتخابات الرئاسة، والرئيس ترامب هاجمه في تغريدات متوالية، فهو يتهم الوزير بالفشل في حمايته، ويبدو أن ترامب يعتقد أن عمل موظفي الإدارة جميعاً هو حمايته من الميديا التي يصفها بالفساد وخصومه السياسيين داخل البلاد وخارجها.

المحقق الخاص كان يريد أن يسمع ردود الرئيس على عدد من الأسئلة عن الدور الروسي في انتخابات الرئاسة.

قرأت أن بين الأسئلة ماذا كان الرئيس يعرف عن مكالمة هاتفية بين مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق، والسفير الروسي سيرغي كيسلياك في كانون الأول (ديسمبر) 2016. فلين طلب من السفير عدم المبالغة في الرد على عقوبات أميركية، والمحقق أراد أن يعرف ما إذا كان ترامب هو الذي طلب من فلين أن يتصل بالسفير.

المعلق في «واشنطن بوست» ديفيد إغناتيوس الذي يتمتع بصدقية عالية كتب في 12 كانون الثاني (يناير) عن المهاتفة، والجريدة نشرت في 8-9/2/2017 خبراً عن طبيعة المكالمة بين فلين وكيسلياك.

هناك سؤال آخر عن سالي ييتس، وزيرة العدل بالوكالة في الأسابيع الأولى من دخول ترامب البيت الأبيض، فهي حذرت رجال الإدارة من أن فلين يكذب، وبعد 18 يوماً من تحذير ييتس طلب البيت الأبيض من فلين الاستقالة وقال إن الرئيس فقد الثقة في المستشار لأنه يكذب.

رئيس مكتب التحقيق الفيديرالي (إف بي آي) جيمس كومي طرده دونالد ترامب من عمله وقال أن أمله خاب في رئيس إف بي آي لأنه أساء متابعة التحقيق في استعمال هيلاري كلينتون «إيميل» خاصاً بها عندما كانت وزيرة الخارجية.

المحقق الخاص أراد أن يعرف رأي الرئيس ترامب من عرض كومي عن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة، وعن أخبار أخرى خاصة بالاستخبارات الأميركية، وعن الحوار بين ترامب وكومي في عشاء خاص في 27/1/2017، وعن تفاصيل ما دار في اجتماع بينهما في 14/2/2017، وعن اتصال الرئيس بقادة الاستخبارات ليعرف تفاصيل شهادة كومي أمام لجنة في الكونغرس عن التدخل الروسي في الانتخابات.

أعتقد أن الرئيس فقد خلال أسابيع الثقة في كومي واستعداده لحماية الرئيس في التحقيق في التدخل الروسي. ترامب قال لمذيعة في فوكس نيوز أن كومي كان «جيداً جداً» في تعامله مع هيلاري كلينتون ولولا ذلك لكانت المرشحة الديمقراطية للرئاسة تواجه المحاكمة الآن.

أقول أن المحققين برأوا كلينتون من أي مخالفة للقوانين الأميركية، وأن دونالد ترامب يواجه ألف تهمة وتهمة في التعامل مع روسيا خلال حملة انتخابات الرئاسة وبعدها. لا يكاد يمضي يوم واحد من دون تغريدة أو أكثر لترامب يهاجم فيها أعداءه الحقيقيين والمتوهمين.

المهم من موضوعي اليوم أن الأسئلة التي سُرِّبت عن تحقيق مولر في التدخل الروسي تكشف أن لدى المحقق أسباباً للتحقيق مع الرئيس رجل الأعمال، وأن هذا ينكر كل شيء، فأراه ينكر شمس الظهيرة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى