تداولت وسائل إعلاميّة عربيّة وغربيّة، خبرًا يتعلّق بنيّة المملكة العربية السعوديّة إنشاء قناة مائيّة بطول 950 كيلومترا تربط شرق المملكة ببحر العرب.
وقال موقع “العرب اليوم”، نقلا عن موقع “مودرن ديبلوماسي” الإلكتروني، إن الهدف الرئيسي من هذا المشروع يتمثّل بالالتفاف على مضيق هرمز، وأفاد “مركز القرن العربي” للدراسات بأنّ القناة ستنطلق تحديدًا من منطقة قريبة من البحرين وقطر أو قريبة من غرب الإمارات العربيّة المتّحدة، قبل أنّ تصل إلى بحر العرب.
وفي جميع الأحوال سيكون من الممكن للدول الثلاث أن تصدّر نفطها إلى العالم عبر هذه القناة عوضًا عن استخدام مضيق هرمز الذي قد تقدم إيران على إغلاقه في المستقبل.
ويضيف رئيس المركز سعد بن عمر أنّ طول القناة داخل السعوديّة سيصل إلى 630 كيلومترًا بينما سيناهز طولها داخل الأراضي اليمنيّة حوالي 320 كيلومترًا، وسيختصر إلى النصف، المسافة التي تسلكها السفن حاليًّا عبر المضيق، ويقدّر لعرضها بلوغ 150 مترًا أمّا عمقها فسيصل إلى 25 مترًا.
وفي المعلومات الأوّليّة التي قدّمها بن عمر، تمّ التطرّق إلى مسارين احتياطيّين للقناة التي سمّيت تيمّنًا باسم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، فجاءت عمان بديلا عن اليمن بحسب الخطّة إذا استمرّت الأوضاع الأمنيّة على ما هي عليه في تلك الدولة.
إلى جانب الكلفة الكبيرة للمشروع والتي تصل إلى حدّ 80 مليار دولار، لا يستبعد بن عمر وجود بعض من الصعوبات الميدانيّة التي يمكن لها أن تعترض سير المشروع مثل الفروقات بين الدولتين في ارتفاع مناطق مختلفة عن سطح البحر (السعوديّة 300متر بينما اليمن 700متر).
لكن على رغم وجود هذه الصعوبات، فإنّ إيجابيّات كثيرة تستطيع هذه القناة تقديمها للسعوديّة كما لليمن. 1200 كيلومتر من السواحل النظيفة يتوقّع أن تنشئها تلك القناة في منطقة الربع الخالي، فتستفيد السعوديّة من إنشاء مدينتين صناعيّتين وثلاث مدن سكنيّة بالإضافة إلى الاستفادة من مشاريع استثماريّة في مجال الفنادق والمنتجعات السياحيّة. وعلى الصعيد الغذائي ستحقّق السعوديّة الاكتفاء الذاتي في مجال تربية الأسماك.
ويعدّد رئيس “مركز القرن” مزيدًا من المنافع للمشروع حيث سيتمّ إطلاق مشاريع لتوليد الطاقة، وتحلية المياه وبناء حوالي 20 نفقًا للسيّارات ومسالك للمشاة وغيرها.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، ستتوفّر مليون فرصة عمل للشعب اليمني وسيضاف حوالي 700 كيلومتر من الواجهة المائيّة وإحياء المناطق الصحراويّة خصوصًا في شرق اليمن.
أمّا على صعيد إعطاء مهل معيّنة للبدء بتنفيذ المشروع والانتهاء منه، لم يعط بن عمر تواريخ محدّدة مكتفيًا بالقول إنّه من الممكن أن ينطلق المشروع قريبًا، على أن يتمّ الانتهاء من الحفر خلال خمس سنوات نظرًا إلى أنّ العديد من الشركات السعوديّة على وشك أن تنهي مشاريعها وتحضيراتها البشريّة والتقنيّة. وتمنّى أن ينجز المشروع برمّته خلال فترة حكم الملك سلمان.
على الصعيد الاستراتيجي، قال أستاذ الدراسات الايرانية في جامعة طنطا ورئيس مركز الفارابي للدراسات والتدريب في القاهرة مدحت حماد إنّ السعوديّة تريد أن تبتعد بتجارتها عن مضيق هرمز خوفًا من قيام إيران باحتلاله. وأعلن في تصريح الى موقع “دوت مصر” أنّ المملكة ترغب “في القضاء على قدرة إيران على تعطيل الملاحة في المضيق.”