يحاولون شق الصفوف عبر تلك الأكاذيب، وقد سخروا كل وسائلهم لذلك، قنوات تلفزيونية ومواقع إخبارية وحسابات على كل وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يلتفت إليهم أحد، فالناس قد تحصنوا، وأصبحت لديهم مناعة، وأي خبر يذاع عبر «الجزيرة» ينظر إليه بعين الريبة، ويحكم على نفسه بنفسه، ويشار إليه بأنه من تلك القناة حتى يفقد قيمته، ومثل «الجزيرة» قنوات «عزمي بشارة» التي تختلق في كل يوم قصة ورواية تعتقد بأنها ستؤثر على بلادنا، ومن خلفهم وكالات أنباء تتبع بعض الدول، وخاصة تلك الوكالة المسماة «الأناضول» والتابعة للدولة التركية، فهذه تجند المراسلين، ولا أقول تنشرهم أو تتفق معهم، بل تجندهم لينشروا الأخبار المضللة، وهي مسكوت عنها، رغم أن كل مراسل يجب أن يكون تابعاً لتنظيم الإخوان، وبالتحديد في الدول التي ما زال الإخوان يتواجدون بها.
في الأسبوع الماضي هاجمت الوسائل الإخوانية المملكة المغربية لقطعها العلاقات مع إيران، وتحركت أذنابها في السودان مدعية وجود خلافات مع السعودية، وحولت المساعدات الإنسانية الإماراتية لجزيرة سقطرى اليمنية إلى نشر قوات وسيطرة، وصنعت توتراً ليس موجوداً إلا في خيالها، وثبت من خلال المتابعات بأن جيشاً منظماً من مطلقي الشائعات يدار من الدوحة وإسطنبول يقف خلف تلك الأكاذيب، وقد رد السودان بأن علاقاته مع السعودية اليوم أفضل من أي وقت مضى، وردت «سقطرى» بترحيب شعبي برجالنا الذين يوصلون الغذاء والدواء لأهلها، ويوفرون الماء والكهرباء، فهذه يد خير تمتد إليها من شقيق حماها وبناها.
فقد الإخوان كل شيء، ولم يبق لديهم غير الكذب، فالمرتزقة الذين يعيشون على نشر تلك الأكاذيب سيفقدون رزقهم لو توقفوا، وهؤلاء قد يكونوا أصحاب حسابات وهمية على منصة تواصل، وقد يكونوا بحجم «عزمي» وقادة التنظيم المطاردين، وكذلك بقايا الإخوان المتنفذين في السودان واليمن والمغرب وكثير من الدول، وهم جميعاً يعيشون آخر مراحلهم، فليس بعد الكذب والافتراء من سبيل لفئة مجرمة منحرفة.