نون لايت

المدير العام للإيسيسكو يوجّه رسالة إلى العالم الإسلامي في الذكرى 36 لتأسيسها

التويجري: كسبُ رهان التنمية الشاملة يرتبط بالتقدم في مجالات التربية والعلوم والثقافة وتطوير منظومتها

تـحـل في اليوم الثـالث من شهر مايـو الجاري، الذكرى السادسة والثلاثون لتأسيس المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). ففي مثل هذا اليوم من سنة 1982، انعقد المؤتمر التأسيسي للإيسيسكو في مدينة فاس بالمملكة المغربية، وصَادَقَ على ميثاقها الذي هو القانون الأساس لها، تنفيذاً للقرار الصادر عن مجلس وزراء الخارجية لدول منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في فاس في شهر مايو سنة 1979، وإعمالاً لقرار مؤتمر القمة الإسلامي الثالث المنعقد في مكة المكرمة والطائف في شهر يناير سنة 1981، الذي حثَّ فيه الدول الأعضاء على دعم الإيسيسكو ودعاها إلى انضمامها إلى عضويتها.

ووجه الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو في هذه المناسبة، رسالة إلى العالم الإسلامي، أكد فيها على ضرورة مواصلة بـذل الجهود المتضافرة كافة، لردم الفجوة، تربوياً وعلمياً وتـقـنـيـاً، بين الدول الأعضاء والدول المتقدمة في هذه المجالات الحيوية، من أجل بناء التنمية الشاملة المتوازنة المستدامة، والنهوض بالمجتمعات الإسلامية وازدهار الحياة فيها، على أساس من تحديث التربية وتجويد التعليم، وتطوير العلوم والتكنولوجيا والتشجيع على الابتكار، وتجديد الثقافة وتفعيل دورها في الارتقاء بالمجتمع، والاستفادة في ذلك من الاستراتيجيات التي وضعتها الإيسيسكو، والتي اعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي، والمؤتمر العام للمنظمة، في دوراتهما المتعاقبة، والمؤتمرات القطاعية التي تدعو الإيسيسكو إليها وتنظمها.

وأعلن الدكتور التويجري في رسالته الموجّهة إلى العالم الإسلامي، أن الإيسيسكو تطورت بشكل مكثف وعلى نطاق واسع، خلال السنوات الست والثلاثين الماضية، وعلى جميع المستويات، سواء من حيث ارتفاع عدد الدول الأعضاء وتوسّع مجالات التعاون مع المنظمات الدولية، أو من حيث تطوير الإدارة وزيادة حجم البرامج والأنشطة والمشروعات، وتحديث أساليب العمل فيها وتجويدها، وذلك وفقـاً لأحدث المستجدّات في مجال إدارة المنظمات الدولية الناجحة، أو على مستوى التنظير المنهجي للاختصاصات وللمهام المنوطة بها، والتخطيط العلمي الذي يستشرف آفاق المستقبل للعمل الذي تنهض به.

وأشار إلى أن الإيسيسكو وضعت حتى الآن سبع عشرة استراتيجية غطت مجالات اختصاصها، شكلت جميعُها خريطةَ طريقٍ سارت في ضوئها نحو الوصول إلى أهدافها، فحققت في هذه الميادين إنجازات مهمة، ورَاَكَـمَـتِ مكاسبَ ذات قيمة عالية، وقدمت خدمات متخصصة في هذه الحقول، في دائرة اختصاصاتها، للدول الأعضاء التي وصل عددها اليوم إلى أربع وخمسين دولة، بعد أن كان في بداية التأسيس، أربعاً وعشرين دولة، وأحرزت نجاحات كبيرة في تنفيذ خطط العمل الثلاثية التي بلغت اليوم اثنتي عشرة خطة عمل، أقـرّها المؤتمر العام الذي يجتمع مرة كل ثلاث سنوات، وكانت آخر دورة له هي الثانية عشرة التي عقدت في باكو عاصمة آذربيجان في شهر نوفمبر سنة 2015.

وقال المدير العام للإيسيسكو في رسالته في مناسبة ذكرى التأسيس، إن العالم الإسلامي يواجه تحديات تنموية بالغة الحـدة، يتوقف على اجتيازها والتغلب على آثارها، صياغةُ مستقبل الشعوب الإسلامية في ظل السلام والأمن والازدهار، موضحاً أن البناء الحضاري والنماء الاجتماعي والرخاء الاقتصادي حلقات مترابطة وشبكات متداخلة تقوم على قواعد راسخة من التعاون والشراكة والتكامل والتنسيق بين الدول الأعضاء في إطار العمل الإسلامي المشترك، استناداً إلى قيم التضامن الإسلامي، واستلهاماً لروح الأخوة الإسلامية، واستنارةً بالرؤية المستقبلية، واعتماداً على الإدارة المتطورة، وانطلاقاً من الإحساسٍ العـالٍي بالمسؤولية تجاه خدمة الشعوب الإسلامية والارتقاء بها.

وأهاب الدكتور التويجري بالدول الأعضاء إلى مواصلة تعزيز دعمها للإيسيسكو، وفاءً بالتزاماتها تجاهها، وإسهاماً في الجهود التي تبذلها في إطار اختصاصاتها، لتعزيز القدرات لدى الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال. ودعا حكومات الدول الأعضاء إلى الرفع من الإنفاق على تطوير المنظومة التعليمية والتربوية، وإلى إيلاء الأهمية القصوى لتحقيق أعلى معدلات النجاح في تنفيذ السياسات الوطنية في هذه الميادين الإنمائية، وحثَّـها على كسب رهان التقدم لتحقيق أهـداف الألفية التي وضعتها الأمم المتحدة.

وشدّد المدير العام للإيسيسكو في رسالته، على ضرورة تغليب المصالح العليا للعالم الإسلامي، وتجاوز الخلافات التي تمزق الصفوف وتعرقل مسيرة التعاون الإسلامي، وتشتت الجهود وتسـتـنـزف القدرات وتضيّع فرص البناء والنماء، وعلى جعل العمل الإسلامي المشترك في ميادين التربية والعلوم والثقافة، مدخلاً للولوج إلى مرحلة النهضة الحضارية، مع الانخراط في العصر، والانفتاح على متغيّـراته، واستيعاب المفاهيم الحديثة في الإدارة والتخطيط وبناء المشروعات الكبرى في مجال تخصصات الإيسيسكو والعمل على تنفيذها. وقال إنَّ مستقبل العالم الإسلامي سيكون أفضل من حاضره إذا ما التزمت الدول الأعضاء قـيـمَ العمل الإسلامي المشترك وعملت بمبادئه في جميع الميادين، وسارت على هدى ميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الإيسيسكو الداعيين إلى التضامن الإسلامي والتكامل بين دول العالم الإسلامي في المجالات كافة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى