يتفاخر الإرهابي القطري علي المري بأنه يعامل معاملة الأبطال في بلاده، أي عند نظام الحمدين، فقد استقبل بحفاوة عندما عاد من سجون الولايات المتحدة، والكل يستوقفه في الشارع ليسلم عليه أو يلتقط صورة معه.
ذلك الشخص نموذج للدور القطري في نشر الإرهاب ودعمه وتوفير البيئة الآمنة لأفراده، فهو يعترف بمساعدته لتنظيم القاعدة، جَمع التبرعات وأوصلها، وقام بدور الوسيط، وأسهم في إنجاز مهام مشبوهة، وكان جورج بوش الابن، وهو رئيس الولايات المتحدة، قد أشار إليه في خطاب عندما كان على رأس السلطة العظمى، وقال إنه عدو خطير، ومع ذلك خرج من السجن وسلم لقطر، وعاش متوهماً أنه بطل.
لهذا لا نستغرب أن يعتقد كل الإرهابيين أنهم أبطال يلبون أوامر عليا أو تكليفات ربانية وهم يقتلون الأبرياء، ويدمرون الدول، ويستبيحون كل محرم ومنهيّ عنه، فهناك من يعقد صفقات سرية لإطلاق سراحهم إذا سقطوا في يد العدالة، وهناك من يصفق لهم إذا أعيدوا إلى بلادهم، وهناك أيضاً من يحضر رئيس الوزراء في نظام الحمدين حفل زفاف ابنه، رغم تصدر اسمه لقائمة الإرهاب الصادرة من عندهم، كما حدث لذلك الإرهابي المدعو عبد الرحمن النعيمي، فهو مطلوب دولياً، ومنذ سنوات طويلة، وبقي حراً، واستمر في إدارة منظمات بأسماء وهمية، وواصل دوره في تمويل الإرهاب وإدارته، وبعد انكشاف أمر تلك المنظمات وتجميدها كان اسمه ضمن القائمة التي أصدرتها بلاده، والتي تبين أنها محاولة لتخفيف الضغط الدولي بعد فضحها من الدول المقاطعة لها، وأنها ليست أكثر من «ذر الرماد في العيون»، ولكن التخبط الذي اشتهر به هذا النظام فضح كل شيء، فكانت صورة رئيس الوزراء وهو يهنئ الإرهابي تعبيراً عن الحقيقة، فالإرهاب في قطر يبدأ من رأس الهرم، وما ذلك المتفاخر إلا جزء من منظومة رسمية يكملها كل الذين وردت أسماؤهم على القائمة المخادعة.
وتستكمل «واشنطن بوست» الأميركية فضح الدور القطري في كل أحداث المنطقة، ووسائلها القذرة في نشر الفوضى وتدمير الدول، وكيف يبيع نظام الحمدين المبادئ من أجل المصالح، وما الذي يفعله المال عندما يكون في يد العابثين، كل ذلك جاء عبر رسائل قطرية مسربة لصفقة العار مع التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان.