أعلنت القيادة العامة لشرطة دبي بالتعاون مع سلطة مدينة دبي الملاحية عن إطلاق مشروع تطبيق “الإشارات الضوئية الذكية” على متن الوسائل البحرية في المياه الداخلية والملاحة الساحلية التي لا تتجاوز 5 ميل بحري، بدلاً من الإشارات الضوئية التقليدية، وذلك تماشياً مع التوجهات الحكومية التحول الذكي، والمحافظة على البيئة من خلال استخدام المواد الصديقة للبيئة إلى جانب استخدام المواد الآمنة على العاملين على متن الوسائل البحرية.
ودعت القيادة العامة لشرطة دبي وسلطة مدينة دبي الملاحية، أصحاب الوسائل البحرية إلى استخدام الإشارات الضوئية الذكية بدلا من التقليدية، لما لها من دور هام في الحفاظ على البيئة ولكونها أمنة في الاستخدام، وعمرها الافتراضي 3 أضعاف الإشارات الضوئية التقليدية.
واتفق الجانبان على آلية تنفيذ المشروع ضمن المياه الداخلية والملاحة الساحلية التي لا تتجاوز 5 ميل بحري بما يتواءم وأفضل الممارسات الدولية، وسط التأكيد على الأهمية الاستراتيجية للمشروع النوعي الذي من شأنه توفير الوقت والجهد وتخفيض التكلفة مع تعزيز الأمن البيئي.
وتلتزم السلطة البحرية بتقديم الإمكانات اللازمة لإنجاح مشروع “الإشارات الضوئية الذكية”، سعياً وراء دفع عجلة تحويل دبي إلى “مدينة ذكية متكاملة ومتصلة” بحلول العام 2021. ويكتسب المشروع أهمية استراتيجية كونه دعامة أساسية لتحقيق التكامل بين جوانب السلامة البحرية والملاحة الآمنة والكفاءة التشغيلية على امتداد سواحل دبي، وتتسم الإشارات الضوئية الذكية بأنها آمنة من ناحية التشغيل والتخزين وذات كفاءة تشغيلية عالية وصلاحية طويلة الأمد، مع إمكانية التخلص منها بتكلفة منخفضة وسهولة تامة.
وأكّد السيد عامر علي، المدير التنفيذي لـ “سلطة مدينة دبي الملاحية”، أهمية التعاون مع الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في شرطة دبي لتطبيق الإشارات الضوئية الذكية، في خطوة تنسجم مع التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، في تسخير التكنولوجيا لصنع واقع جديد ونموذج جديد في التنمية في إمارة دبي، لافتاً إلى أنّ المشروع الجديد يمثل دفعة قوية باتجاه إدماج التكنولوجيا الذكية ضمن القطاع البحري، ترجمة لغايات “خطة دبي 2021” في بناء مدينة ذكية تتمتع ببنية تحتية ذات تقنية عالية لتضاهي الأفضل في العالم من حيث مستويات الجودة والكفاءة.
ومن جانبه، أكد العميد عبد الله علي الغيثي، مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في شرطة دبي، أن تطبيق الإشارات الضوئية الذكية يأتي تنفيذاً لتوجيهات سعادة اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العامة لشرطة دبي،بتطبيق سياسة القيادة العامة فيمجال التطوير والتحسين المستمر، مشيراً إلى أن إدارة أمن المتفجرات في الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ وبالتنسيق مع سلطة مدينة دبي الملاحية نفذتا دراسة وتحليل للوضعالحالي لاستخداماتالإشارات الضوئية التقليدية من قبل الوسائل البحرية تطبيقاً لإجراءات الأمن والسلامة، حيث تبين أن تلك الإشارات لها العديد من التأثيرات السلبية من بينها إمكانية تعريض مستخدمي القوارب للخطر والتلوث البيئي بالإضافة إلى التكلفة العالية.
وأوضح أن الإشارات الضوئية التقليدية هي عبارة عن إشارات مشتعلة تستخدم من قبل الوسائل البحريةالمختلفة مثلقوارب الصيادين والقوارب السياحية، والبواخر وغيرها وذلك في الحالات الطارئة، ويتوجب توفرها في جميع الوسائل البحرية كإجراء منإجراءات الأمن والسلامة بها.
وحول سلبيات الإشارات الضوئية التقليدية، أكد العميد الغيثي أن استخدامها وعملية إتلافها تؤدي إلى إحداث تلوث بيئي مقارنة بالإشارات الضوئية الذكية إضافة إلى أن عمرها الافتراضييقارب 3 سنوات، ويجب التخلص منها بعد انتهاء عمرها عبرتفجيرها من قلب فريق عمل مختص، وتحتاج إلى فحص مستمر للتأكد من مدى جاهزيتها، وبحاجة إلى إجراءات تخزين محددة، إلى جانب ضرورة استخدمها من قبل مختصين باتخاذ إجراءات الأمن والسلامة على الوسائل البحرية.
وبدوره، قال السيد محمد خليفة ال حريز، مدير الممرات المائية في إدارة حركة المرور البحرية في سلطة مدينة دبي الملاحية: “نضع على عاتقنا مسؤولية ضمان الامتثال لأعلى المعايير الضامنة للكفاءة التشغيلية والسلامة البحرية والملاحة الآمنة مع الامتثال لأفضل الممارسات البيئية والقرارات المحلية والدولية عند تنفيذ المشروع الجديد، بما يصب في خدمة تطلعاتنا في تطوير وتنظيم وتعزيز العمليات البحرية للوصول إلى قطاع بحري متجدد وآمن ومستدام. ونحرص بدورنا على تعزيز أطر التعاون والتنسيق مع شركائنا في “شرطة دبي” لتجسيد أهداف المشروع النوعي، والذي سيكون له دور إيجابي وملموس على صعيد الكفاءة التشغيلية والأمن البيئي، بما يدعم مساعينا الحثيثة للوصول بدبي إلى مصاف أبرز المراكز البحرية واللوجستية الأكثر تطوراً وشمولية وتنافسية في العالم.”
أكد ال حريز أنه لن يكون إلزامياً على أصحاب الوسائل البحرية استخدام الإشارات الضوئية الذكية خلال الفترة القريبة، لكنستقومالسلطة بتوعيتهم عند تجديد التراخيص بضرورة استخدام هذه الإشارات على متن وسائلهم البحرية،أما الوسائل البحرية التي يتبين عدم صلاحية الإشارات الضوئية التقليدية عن قيامها بتجديد الترخيص فسيتم إلزامها باستخدام الإشارات الضوئية الذكية، مشيراً إلى أن هذه الإشارات ستصبح إلزامية خلال السنوات المقبلة مع توفرها في الأسوق ومع انتهاء صلاحية الإشارات الضوئية المستخدمة حالياً على متن السوائل البحرية.
وشدد ال حريز على أن تطبيق مشروع الإشارات الضوئية الذكية سيساهم في تحقيقات التوجهات الحكومية في المحافظة على البيئة إلى جانب المحافظة على السلامة البحرية وتفادي الحوادث الناجمة عن سوء استخدام الإشارات الضوئية التقليدية التي تحتوي على مواد مشتعلة.
وأشار إلى أن الإشارات الضوئية الذكيةذات كفاءة عالية في استخدامهامقارنة مع الإشارات الضوئية التقليدية حيث تصل مدة استخدام الأولى لمدة تصل إلى 4 ساعات، ومقارنة بالتقليدية التي تصل مدة استخدامها بين 60-90 ثانية خلال فترة الطوارئ فقط.
وبين أن التكلفة التشغيلية أقل في حال استخدام الإشارات الضوئية الذكية مقارنة بـ”التقليدية”حيث تصل مدة استخدام الأولى إلى 10 سنوات ويمكن إعادة تدويرها أو تصليحها في حال تلفها، أما الإشارات الضوئية التقليدية فلابد من إتلافها بعد انتهاءمدة صلاحيتها المقدرة بـ 3 سنوات فقط.
وحث ال حريز أصحاب الوسائل البحري إلى العمل على استخدام الإشارات الضوئية الذكية لما تحققه من نسبة أمان عالية سواءً في الاستخدام أو التخزين أو المدة الزمنية، مشيراً إلى أن الإشارات ستتوفر في الأسواق من قبل الشركات الموردة.