خلال الأسبوعين الماضيين، انشغل الكثيرون بموقف الممثلة الأميركية الإسرائيلية المشهورة، ناتالي بورتمان، التي رفضت جائزة إسرائيلية رفيعة احتجاجا على ممارسة قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وفي كل الحالات الغربية التي ترفض الممارسات العدوانية وغير الإنسانية وغير الأخلاقية وغير الشرعية للاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، نجد سلطات الاحتلال تشن هجوما مضادا وشرسا ضد من يتخذ هذه المواقف، وتبدأ عمليات التشكيك بمواقفه، والتشكيك بحياته وبكل شيء بهدف تشويه الشخص وإدانته مواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية.
سلطات الاحتلال، تهتم كثيرا بمواقف ممثلين وفنانين ومطربين عالميين ومؤسسات أكاديمية غربية وعالمية، ومنظمات مجتمع مدني، وشخصيات سياسية أو علمية أو مجتمعية غربية مشهورة، أو منظمات دولية كالأمم المتحدة، ولذلك، نجدها، عندما تتخذ شخصيات ومؤسسات ومنظمات دولية مواقف مناهضة للاحتلال وإجراءاته ومواقفه، وخصوصا تلك المتعلقة بالاعتداء على الشعب الفلسطيني أو أرضه، تسارع للتشكيك بهذه المواقف وبمن أطلقها وتبناها.
سلطات الاحتلال تشوه كل من يتبنى مواقف مضادة لها، ومنتصرة للضحية الشعب الفلسطيني.. فعندما اتخذ مجلس الأمن موقفا ضد الاستيطان، شنت حملة هوجاء، بتأييد من الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب على الأمم المتحدة.
كما شنت وحليفتها الإدارة الأميركية حملة ضد الجمعية العامة للأمم المتحدة حينما انتصرت لفلسطين ولعاصمتها القدس المحتلة.
وسلطات الاحتلال لا تتوانى عن مهاجمة كل شخصية تتبنى مواقف مؤيدة للشعب الفسطيني، وتحاول بكل الطرق تشويه صورته، والتأثير على المؤسسات والمنظمات الداعمة له، أو التي يعمل بها، لمحاربته.
وبهذا السياق، كان موقف سلطات الاحتلال من المخرج البريطاني، كين لوتش، الذي منحته جامعة بروكسل الحرة العريقة شهادة دكتواره فخرية.. فهاجمت سلطات الاحتلال ومؤيدوها، الجامعة والمخرج؛ حيث اتهما الأخير بشتى الاتهامات، ومنها الاتهام الذي يطرب له الاحتلال والغرب «معاداة السامية».
على الفلسطينيين والعرب وأنصارهم في كل أنحاء العالم، عدم ترك من يقف معهم مؤيدا لقضيتهم، ورافعا الصوت ضد الاحتلال وجرائمه، دعم هذه الشخصيات والمؤسسات بكل ما يلزم من الدعم.
طبعا، إن من اتخذ هذا الموقف المؤيد للشعب الفلسطيني، انطلق من قناعاته ومبادئه، ولا يحتاج لدعم من أجل ذلك، ولكن، من الضروري تعزيز هذه المواقف وزيادتها ونشرها في كل مكان. وهنا نقصد بالدعم، نشر هذه المواقف في كل أنحاء العالم لما فيه تعزيز لأصحابها وللقضية الفلسطينية.