قال الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، إن صرح الدين الأيوبي كان معروفًا عنه التواضع وكان يتقدم الجيوش بنفسه، والغربيون أنفسهم اعترفوا بأخلاقه فى كتبهم.
وأضاف فى حديثه الأسبوعى على الفضائية المصرية: أن القس الغربى كولن تشابمان، يقول فى كتابه “القدس لمن؟”: “صلاح الدين استطاع أن يلقِّن البرابرة الغربيين درسًا فى الأخلاق لن ينسوه، كانوا فى أشد الحاجة إليه”، مشيرا إلى أنه يركز على ما قاله الغربيون فى امتداح هذا القائد التاريخى البطل، وما يقال الآن من كلام كاذب لا يصح أن نتوقف عنده، لأنه كلام يصدم الحقيقة، فهؤلاء يكذبون على الناس، ويدركون أنهم يكذبون، فهناك مؤرخ مصرى حديث اسمه أ.د/ سعيد عبدالفتاح عاشور، رحمه الله، وكان أستاذًا فى كلية الآداب وهو شيخ وسيد مؤرخى الحملات الصليبية، ترك لنا تراثًا كبيرًا جدًا، للأسف الشديد لا ينشر ولا يسلط الضوء عليه، حيث كتب كتابًا عن صلاح الدين فى سلسلة اسمها “أعلام العرب”، وهو يدحض ويكشف زيف ما يقوله هؤلاء ضد صلاح الدين الأيوبي، وكل ما يقولونه يحقق خطط سياسات أجنبية.
وبين الإمام الأكبر أن أخلاق هذا البطل ظهرت بعد أن سيطر على حطين وبيت المقدس من الصليبيين، ووقع الملك وكبار قادتهم أسرى فى يده، ثم أكرم هؤلاء الأسرى، لأنه اعتمد على دين يكره سفك الدماء ولا يحلها إلا بحقها، فى حين أن الصليبيين كانوا يذبحون المسلمين وينهبون ممتلكاتهم، فقتلوا 30 ألفًا فى ثلاثة أيام، والمحزن أن ذلك تم باسم الصليب، وباسم سيدنا عيسى والإنجيل، وهم ذاهبون للاحتفال بعيد القيامة، فى الوقت الذى أكرم فيه صلاح الدين الأسرى، ومنحهم الحرية مقابل فدية تضمن الخروج الآمن، ورفع هذه الفدية عن الفقراء منهم، واستمرت المعارك، وأرسل الغرب حملات لقتال صلاح الدين الأيوبى وإنقاذ الصليبيين، فأرسلوا ثلاثة قادة كبار، كان من بينهم ريتشارد قلب الأسد، الذى لم يهزم فى أى معركة، إلا أنه لم يستطع التغلب على صلاح الدين، واتجه للصلح معه، وقضى الصلح بأن يرحلوا، لينهى بذلك صلاح الدين أسطورة الغرب، ثم توفى رحمه الله سنة 1193.