نون والقلم

فاروق جويدة يكتب: الحب شريعة الله

بعض الناس يتساءل نراك تتحدث دائما عن الجانب المضىء فى الحياة ولا تقترب أبدا من الوجه الآخر انك تبحث دائما عن النهار رغم انك تعلم أن نهاية النهار ليل طويل نراك تبحث عن الوفاء بين الناس رغم انك تعلم أن الجحود حقيقة لا يجادل فيها احد وحتى الحب تتوقف دائما عند الوجه المضىء لهذه المشاعر الإنسانية الرقيقة رغم أن فى الحب جوانب كثيرة سيئة..هناك امرأة تقتل طفلها من اجل عشيق وهناك رجل يذبح زوجته من اجل امرأة أخرى وإذا كان الحب نقطة ضوء فى حياة البشر فهو أحيانا يتحول إلى كتل سواد..وأقول..أنا اعرف كل هذه التناقضات فى السلوك والمشاعر وحقائق الحياة ولكن ليس المطلوب منى أن أكشف ملامح القبح بل المطلوب أن ابحث دائما عن آفاق الجمال..إن القبح موجود فى كل الأشياء نراه فى الملامح الحاقدة التى تكره كل شىء حولها..ونراه فى سلوكيات مريضة ونفوس بائسة ولكن الله خلقنا لنكون رسلا للجمال وليس دعاة للقبح..اقرأ كل يوم عن أم قتلت ابنتها من اجل رغبة محمومة مع عشيق ولكن هناك ملايين الأمهات حافظن على أبنائهن وقدمن العمر والشباب بكل السخاء والتجرد..هناك أب عاش من اجل أبنائه واختار أن يعيش وحيدا بعد أن رحلت رفيقة مشواره.. سوف نرى القبح فى أشياء كثيرة ولكن الله خلق لنا الجمال نرى فيه عظمة الوجود والخلق والإنسان..لقد عشت حياتى اغنى للحب شعرا ونثرا وعشقا للحياة حرام أن اقضى لحظة واحدة من عمرى أتصفح الوجوه والأشياء القبيحة إننا دائما نطارد أحلامنا ولا اعتقد أن هناك إنسانا عاقلا يمكن أن يكون حلمه أن يبحث عن القبح لأن الأَولى أن نبحث عن الجمال..أنا كل يوم أقرأ صفحة الحوادث وأشاهد فيها الكثير من قبح الأشياء والبشر ولكن مازلت حتى الآن اغنى وأدعو للحب ليس فقط لأنه طريق الخلاص ولكن لأنه فطرة الله التى خلق الناس عليها..لن أسعى يوما لأن أكون مهرجا فى سيرك أو أن أكون مروجا لخطيئة أو مدافعا عن جريمة رغم إننى اعلم أن هناك مواكب كثيرة للمهرجين والمروجين وتجار الخطايا..الحب شريعة الله..والقبح رسالة الشياطين..

أخبار ذات صلة

 

نقلا عن صحيفة الأهرام

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى