غير مصنف

قضيّة الأقصى.. “مغردون” ينتقدون “العجز” ورسميون ينددون

“يبدو أن إدانة وزراء الخارجية العرب، أمس، للاعتداءات على المسجد الأقصى أرعبت إسرائيل.. بدليل أنها جددت اقتحامه اليوم”، كان هذا تعليق الإعلامية الجزائرية “وسيلة عولمي” على حسابها الشخصي على تويتر، تعقيباً على ما تراه “تخاذلاً عربياً” تجاه قضية الأمة الأولى، فلسطين، وفي القلب منها مسجدها الأقصى الذي وصل المحتلون صباح اليوم إلى منبره “بأحذيتهم”، بحسب ما أكد الشيخ عزام الخطيب، مدير أوقاف القدس قبل قليل.

mgb

غير مسموعة أنّات القدس الشريف المحتلة، ولا صرخات آخر حماة مسجدها الأقصى الذين يعتصمون فيه نساء ورجالاً، باستثناء بضعة بيانات، من القادة العرب المنشغلين بحروبهم الكثيرة، إلا ضد الاحتلال، أما الشعوب فأغرقت “الإنترنت” بآلاف “التغريدات”!

ولليوم الثالث على التوالي، اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الأولى، واعتدت على مصليه وحراسه وبواباته، وكسّرت عدداً من زجاجه الأثري، لكن وفقاً للشيخ الخطيب، فإنها المرة الثانية في تاريخ المسجد الأقصى منذ الاحتلال الإسرائيلي له عام 1967، التي يدنّس فيها جنود الاحتلال بأحذيتهم وعتادهم منبر صلاح الدين الأيوبي (منبر الأقصى) الذي يوجد داخل المسجد المسقوف، “هذا أمر خطير للغاية”، يقول الخطيب.

لكن من يأبه؟ يتساءل الصحفي العربي المعروف فيصل قاسم على حسابه على تويتر، ويقول: “من المضحك المُبكي أن تسمع البعض يستصرخ “الأمة” لإنقاذ المسجد الأقصى.. أمة مين يا روح أمك”.

kl

ولا أدل على حقيقة ما ذكره قاسم، من صورة نشرها مغرد فلسطيني لرجل عجوز يدعى “الحاج غالب”، أصيب برصاص قوات الاحتلال اليوم الثلاثاء، وتظهر الصورة تسلسل إصاباته عبر سني عمره الحافل بها، إذ أصيب عام 1988 وعام 1996 واليوم، وتخفي -ربما- إصابات كثيرة لم تلتقطها عدسة المصورين.

يقول أدهم أبو سلمية، إنّ الصورة “تلخص حكاية المسجد الأقصى والمرابطين فيه”.. وصمودهم.

kk;

بدوره، رأى الشيخ يوسف القرضاوي أنه على من يستطيع أن يواجه المحتلين بنفسه فليفعل، من لم يستطع فليعن أهل الرباط بماله.. أما أضعف الإيمان فإخلاص الدعاء لهم.

pkpy,

وقال ناشط فلسطيني يغرد من الأقصى، إنّ ما يعرضه هذا الفيديو الذي يلخص أحداث أمس الاثنين، في المسجد، على بشاعته، لا يتعدى ما نسبته 30% من واقع الحال.

وكان وزير خارجية فلسطين، رياض المالكي، قد طالب بعقد قمة إسلامية طارئة لبحث صد العدوان الإسرائيلي والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى.

الوزير الفلسطيني حذر قوات الاحتلال من جر المنطقة بأكملها إلى حرب دينية عبر استمرار استهداف الأقصى ومنع المسلمين من دخوله. وعلى المجتمع الدولي، والعالمين العربي والإسلامي، ومجلس الأمن الدولي، تحمل مسؤولياتهم تجاه هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير.

وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، كسر جمود البيانات العربية بتصريح لافت، شدد فيه على أنه “سيتم التحرك على “الأصعدة كافة” للتصدي لأي عمل عدواني يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، أو يقوم به المستوطنون الإسرائيليون تجاه المسجد الأقصى المبارك”.

وعقب اجتماعات الدورة 144 لوزراء الخارجية العرب التي عقدت الأحد بالقاهرة، قال كبير الدبلوماسية السعودية: “إنه جرى- في الاجتماعات- مناقشة القضية الفلسطينية وما يحدث في المسجد الأقصى الشريف، وكيفية التعامل مع هذه التحركات العدوانية من قبل العدو الصهيوني في محاولة الاستيلاء على المسجد، وكيفية تكثيف جهود الدول العربية والإسلامية لإدانة هذه التصرفات الصهيونية والتصدي لها، والعمل لمواجهتها على جميع المسارات وفقاً لطلب المملكة العربية السعودية، وبموافقة الدول العربية بالإجماع على ذلك، وبإذن الله سوف نبدأ في التحرك على هذا الصعيد للتصدي لأي عمل عدواني تقوم به إسرائيل، أو يقوم به المستوطنون الإسرائيليون تجاه المسجد الأقصى”.

كذلك أعربت قطر عن” إدانتها واستنكارها الشديدين” للاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، معتبرة إياها “خطوة خطيرة، واعتداءً سافراً”، “واستفزازاً لمشاعر الملايين من المسلمين حول العالم”.

وكان الوزراء العرب قد حذروا في اجتماعهم قبل يومين، دولة الاحتلال “من مغبة تماديها في استفزاز مشاعر العرب والمسلمين حول العالم من خلال استكمال خطتها العدوانية وغير القانونية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني القائم للمسجد الأقصى المبارك، ومحاولة تهويده وتطبيق تقسيمه زمانياً ومكانياً والسماح لليهود بالصلاة داخل أسواره”.

وقال البيان الصادر عن الوزراء: إن “المجلس يتابع عن كثب ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون الإسرائيليون المتطرفون منذ فجر أمس (السبت) من اقتحام للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين بداخله بالرصاص والغاز المسيل للدموع والضرب المبرح والاعتقال والإبعاد بهدف إخراجهم منه وإتاحة المجال للمستوطنين لاقتحامه والاعتداء على حرمته وقدسيته”.

وطالب وزراء الخارجية العرب في بيانهم، مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، داعين الدول الأطراف المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة إلى تحمل مسؤولياتها في حماية الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم من الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية.

وأكد المجلس العزم على التصدي لمثل هذه الأعمال العدوانية بكل الطرق المتوافقة مع القانون الدولي وآليات العدالة الدولية حتى ترتدع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن مثل هذه النوايا والأعمال.

وأحجمت دول عربية وإسلامية كثيرة، حتى عن إصدار بيان تنديد واستنكار يحفظ ماء الوجه، ولربما اكتفت بالبيان الوزاري العربي.

ويشير تعبير “كافة الأصعدة” الذي ورد على لسان وزير الخارجية السعودية، وتعبير “كل الطرق” الوارد في بيان الوزراء، إلى الضغوطات السياسية والدبلوماسية التي يمكن أن تمارسها الدول العربية على دولة الاحتلال وحلفائها في الأمم المتحدة وعبر منظمتي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومراكز صنع القرار والرأي العام المختلفة، كما تتضمن تلميحاً إلى إعادة تفعيل المقاطعة الاقتصادية للشركات والاقتصادات الداعمة لدولة الاحتلال.

الصعيد العسكري خارج أحاديث السياسيين العرب، لكنه دائماً على طاولة المقاومين، ولهذا نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام قائمة من 4 جنود من قوات الاحتلال، تكررت اعتداءاتهم على المرابطات على المسجد الأقصى، باتوا مطلوبين بالاسم لديها.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى