نون والقلم

إبراهيم الشيخ يكتب: راعي البقر الأمريكي الجديد

لم يعد راعي البقر الأمريكي الجديد كما كان راعي البقر الأمريكي القديم.

أخبار ذات صلة

راعي البقر أو الكاوبوي الجديد له مواصفات عجيبة غريبة.

ترك جميع مهماته، وتفرّغ لحلب دولنا قطرة قطرة وبكل نَهم وعَدائية، ولسان حاله يقول: ما تملكونه ليس لكم وإنما أنتم ومالكم لأمريكا!

تعجب وأنت تتابع المواقف السياسية لراعي البقر الأمريكي الجديد.

فهو يلتقي دولنا ويفرح بعقد الصفقات المليارية، معلنا تأييده لسياساتها.

ثم تخرج تقارير وزارة خارجيته السياسية تهاجم دولنا وبعنف!

ثم يلتقي دولا أخرى، كان قد وقف ضدها سابقا، ويعقد معها صفقات مليارية أيضا، ويعلن دعمه لها!

ثم يخرج مرة أخرى معلنا أن على الجميع أن يدفع، إذا أرادوا أمريكا كحليف لهم في المنطقة، وكأنه سمسار أو دلّال كما يقولون!

مواقفه متناقضة، اليوم معك، وغدا مع خصومك، وعلى الطرفين أن يدفعا، والمضحك أنك لا تخرج من مواقف إدارته سياسيا لا بحقّ ولا بباطل!

مرّ على وصول ترامب أكثر من سنة، ومازالت قراراته السياسية بل حتى سياسته الخارجية، غامضة ومتلونة وتسبق العنجهية فيها العقل والتعقّل.

الشيء الوحيد الذي كان واضحا جدا فيه، ولاؤه المطلق هو ونائبه للكيان الصهيوني، إضافة طبعا إلى براعته وقدرته على تنشيف ميزانيات دولنا، وبلا مواقف سياسية داعمة وواضحة ومؤكدة!

لا تعلم هو مع من أصلا؟ مع إيران ضد بشار الأسد؟ أم مع الاثنين ضد القرارات الدولية؟

هل هو ضد روسيا أم معها بالخفاء؟!

إذا جمعنا ما سبق من مواقف، ووضعناها في كفة، وقرأنا القضايا الأخرى التي انشغل بها الإعلام الأمريكي، من تحرشه بالفتيات وعلاقته المنحرفة بهن، وصولا إلى تهربه من دفع الضرائب، وغيرها الكثير من التجاوزات المالية والأخلاقية، التي عبرت عنها استقالات وإقالات ومعارك ضارية بينه وبين العديد من السياسيين الذين عيّنهم هو ثم انقلبوا عليه وألّفوا فيه الكتب وأخرجوا ضده المقابلات المتلفزة، بسبب ما عايشوه من تناقضات وإساءات صارخة في إدارته، حينها فقط بالإمكان معرفة الغموض الشديد في إدارة الكاوبوي الجديد لتحالفاته وقراراته في عالم ضعيف؛ مازال يرضخ لهيمنة أمريكية تبتزه في أمواله ومواقفه السياسية، في الوقت الذي لا تستبعد انقلابها عليه في أي لحظة، ومع من يدفع أكثر!

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى