يحل اليوم السبت الموافق 21 أبريل، الذكرى الـ32 لوفاة الشاعر المصري الكبير صلاح جاهين ، والذي يعتبر أشهر الشعراء في تاريخ مصر الحديثة.
يملك الراحل صلاح جاهين إرث كبير من الرباعيات والقصائد التي لا تنسى، بأسلوبه البسيط وواقعيته التي كتبها بسلاسة استطاع قلمه أن يحقق مبيعات واسعة.
وصلاح جاهين، شاعر مصري ورسام كاريكاتير وصحفي، اسمه بالكامل محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، ولد يوم 25 ديسمبر عام 1930 في شارع جميل باشا بحي شبرا بالقاهرة، لأب يعمل رئيسًا لمحكمة استئناف المنصورة.
كانت ولادة صلاح متعثرة وتعرضت والدته أثنائها للخطر، فولد شديد الزرقة ودون صراخ حتى ظن المحيطون أن الطفل قد ولد ميتًا، ولكن صرخته كانت منبهة بولادة طفل ليس ككل الأطفال، وتسببت تلك الولادة المتعثرة في عدم استقرار حالته المزاجية، كما أدت إلى إصابته بالحدة في التعبير عن المشاعر «سواء كانت فرحًا أو حزنًا»، حيث كان يفرح كالأطفال ويحزن لدرجة الاكتئاب عند المصائب.
بدأ «جاهين» حياته في المجال الفني بإلتحاقه بكلية الفنون الجميلة ولكنه لم يكمل دراسته ليتحول إلى دراسة القانون في كلية الحقوق مثل والده ، وكان متعدد المواهب، كان شاعرًا ورسام كاريكاتير وممثل، لكنها تركها لعيمل بالصحافة
وتزوج جاهين مرتين من الرسامة سوسن محمد زكي بموسسة الهلال، وأنجب ابنه الشاعر «بهاء»، ثم تزوج من الفنانة منى قطان.
بعد أن انتهى من دراسته التحق جاهين بصحيفة الأهرام التي عمل فيها رسامًا للكاريكاتير، وكانت أعماله تحظى بشعبية كبيرة جدًا، وتأثير واسع أقوى من أي مقال صحفي وظلت رسوماته تقدم بانتظام.
قبل أن يعمل في الأهرام، كان «جاهين» يكتب الشعر العامي، حتى قام الضباط الأحرار بنزع فتيل ثورة 23 يوليو 1952، التي كانت مصدر إلهام لـ«جاهين»، حيث قام بتخليد جمال عبدالناصر فعليًا بأعماله، من خلال عشرات الأغاني، ولكن هزيمة 5 يونيو 1967م، خاصة بعد أن غنت أم كلثوم أغنيته «راجعين بقوة السلاح عشية النكسة»، أدت إلى إصابته بالاكتئاب، هذه النكسة كانت الملهم الفعلي لأهم أعماله الرباعيات والتي قدمت أطروحات سياسية تحاول كشفت الخلل في مسيرة الضباط الأحرار، والتي يعتبرها الكثير أقوى ما أنتجه فنان معاصر.
ألف «جاهين » 161 قصيدة شعرية كان أشهرها قصيدة «تراب دخان» التي ألفها في أعقاب نكسة 1967م ومن قصائده المميزة في هذه الفترة قصيدة «على اسم مصر»، التي ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967، كما ألف جاهين أوبريت «الليلة الكبيرة» أشهر أوبريت للعرائس في مصر.
واتجه جاهين لانتاج العديد من الأفلام مثل «أميرة حبي أنا»، «عودة الابن الضال» ، كما كتب سيناريو فيلم «خلي بالك من زوزو»، «أميرة حبي أنا»، «شفيقة ومتولي» «المتوحشة»، ومثل في بعض الأفلام والمسلسلات منها «لا وقت للحب»، «اللص والكلاب»، «المماليك».
ارتبط صلاح جاهين بعلاقة صداقة قوية بالسندريلا سعاد حسني، وجعلته تلك الصداقة يرشحها للعمل مع الفنان أحمد زكي في «هو وهي»، ثم شاركها بتقديم العديد من أشعاره وكتابة السيناريو.
وكانت وفاة الرئيس عبد الناصر هي السبب الرئيسي لحالة الحزن والاكتئاب التي أصابته وكذلك السيدة أم كلثوم، حيث لازمهما شعور بالانكسار؛ لأن عبدالناصر كان الملهم والبطل والرمز لكرامة مصر، بعدها لم يستعيد «جاهين» تألقه وتوهجه الفني الشامل، حتى توفى في 21 أبريل 1986.