قال رئيس الوزراء السويدي الأسبق كارل بيلت في مقالة كتبها ونشرتها بتاريخ 19 أبريل الجاري صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن المشهد الإيراني سوف يؤول إلى المزيد من التعقيد في المرحلة القادمة، وإن هذا التعقيد لا يقتصر على أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تنسحب من الاتفاق النووي مع إيران، بل إن ما هو أكبر من ذلك هو أن الولايات المتحدة الأمريكية في ظل الإدارة الحالية قد تسعى أيضًا إلى سياسة إسقاط النظام الإيراني الحالي.
ويرى رئيس الوزراء السويدي الأسبق أن حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية يدفعونها إلى مثل هذا الخيار، وأن المرحلة المقبلة سوف تشهد تدفقًا للأموال إلى الأقاليم الإيرانية المختلفة مثل بلوشستان والأكراد، وأن هذا سوف يؤدي إلى المزيد من القمع الذي سيمارسه النظام الإيراني بحق العرقيات المختلفة في إيران.
لكن يناقض السيد بيلت نفسه حينما يحذر في مقالته من تبعات إسقاط النظام الإيراني، وحينما ينتقد توجهات مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد جون بولتون تجاه إيران، في الوقت الذي يعترف فيه السيد بيلت بأن النظام الإيراني عمل ويعمل على زعزعة أمن واستقرار الدول في الشرق الأوسط وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية من دون أن يقدم حلاً لوضع نهاية للسلوك الإيراني الإرهابي على مر أربعة عقود من الزمن.
عشرة أيام فقط هي ما يفصلنا عن شهر مايو الذي سوف يشهد إعلان الموقف الأمريكي النهائي تجاه الاتفاق النووي المبرم مع إيران، وحينها ستعلن الولايات المتحدة الأمريكي انسحابها منه ما لم يتمكن الاتحاد الأوروبي سريعًا وخلال هذه الأيام من الاتفاق على التغييرات اللازمة في الاتفاق ومن ثم إرغام الإيرانيين على الإذعان لها. وقد استبق الإيرانيون ذلك بتصريحات ترفض تعديل الاتفاق، لكنهم سوف يضطرون إلى التجاوب معه إذا ما استشعروا جدية الإدارة الأمريكية في الانسحاب منه وإعادة العقوبات المالية والاقتصادية على إيران، في ظل ما يشهده الاقتصاد الإيراني من تدهور أصلاً.