تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، انطلقت أمس الخميس ، فعاليات مهرجان الظفرة البحري في دورته العاشرة، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وبالتعاون مع نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت.
وتستمر فعاليات المهرجان الذي يهدف إلى الترويج لمنطقة الظفرة كوجهة مُثلى للزوار والسياح المهتمين بمجال الرياضات البحرية والشاطئية، وإبراز عوامل الجذب التي تزخر بها المنطقة، لغاية 28 إبريل الجاري على شاطئ مدينة المرفأ بمنطقة الظفرة.
وعلى وقع الأهازيج الوطنية التراثية وعروض الفرقة الشعبية بدأ الجمهور بالتوافد إلى ساحة المهرجان للاطلاع على ما يتضمنه من فعاليات وأنشطة متنوعة تستهدف كافة الشرائح المجتمعية والفئات العمرية.
ومن المتوقع أن تشهد هذه النسخة من المهرجان منافسات قوية مع المشاركات الدولية والمحلية الواسعة من أكثر من 20 دولة من حول العالم، وذلك بفضل رؤية وجهود اللجنة المنظمة وحرصها على إنجاح هذا الحدث المميز في ربوع المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي.
وأشار عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، إلى أنّ المهرجان يتكامل مع البرامج والمبادرات الثقافية والتراثية العديدة التي تنظمها اللجنة في إمارة أبوظبي بهدف إحياء التراث والحفاظ على إرث الأجداد متوارثاً من الآباء إلى الأبناء والأحفاد، بخاصة لرمزية هذه الفعاليات والبرامج هذا العام، عام زايد، احتفاءً بمئوية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والرؤية الثاقبة له في الحفاظ على الهوية والأصالة، وذلك من خلال الأهمية الغالية التي أولاها رحمه الله للتراث والموروث.
وأضاف المزروعي: «كل الشكر لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، لرعايته الكريمة للمهرجان، ودعمه الدائم لفعاليات الثقافة والتراث، إيماناً من سموّه بأهمية تنظيم فعاليات الجذب السياحي والسياحة الثقافية والتي تسهم في تشجيع المجتمع على التعبير الحي عن ثقافة الأجداد، والالتزام اليومي بالتراث لا كماضٍ فحسب، بل كحاضرٍ ومستقبل».
وتابع المزروعي: «نستهدف من خلال تنظيم مهرجان الظفرة البحري إنعاش الحركة السياحية والتجارية في منطقة ذات مخزون ثقافي وتراثي عريق تعكسه الرياضات البحرية المتنوعة والصناعات الحرفية اليدوية والفنون الشعبية والمأكولات واللباس والزي، مع ما يمثله ذلك من غنًى معرفي يسلط الضوء على مشاهد البيئة البحرية في إمارة أبوظبي وأهم مكوّناتها التاريخية الأصيلة».
وكعادته في كل عام يحفل السوق الشعبي في مهرجان الظفرة البحري بالعديد من المنتجات التي صنعت بأيد إماراتية مع مراعاة معايير الجودة والتطوير بما يناسب احتياجات السوق، وتفي برغبة جميع الأذواق من الجمهور وبأسعار مدروسة وفي متناول الجميع.
ويشهد المهرجان تقديم العديد من برامج الإبداع والتميز المخصصة للأطفال إذ تستهدف البرامج التي تم تنظيمها واختيارها بعناية في تعزيز وترسيخ شخصية الأطفال وتشكيل مواهبهم المتعددة من خلال استخراج طاقاتهم الإبداعية في الفن والرسم وغيرها من الأنشطة المتنوعة.
ومن جهته قال عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع بلجنة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي: «إنّ مهرجان الظفرة البحري يكمل هذا العام عقده الأول، مراكماً عشر سنواتٍ من الخبرة في تقديم التراث الإماراتي في أنصع صورة، وعاملاً في الوقت نفسه على ترسيخ مقوّمات منظومة الانتماء الوطني لدى الأجيال من خلال حفظه الموروث وتقديمه بصورة معاصرة جاذبة للمشاركين والزوار من الدولة وخارجها».
ورأى المزروعي أنّ المهرجان يتوسع عاماً بعد عام، ويزداد عدد المشاركين في فعالياته ومنافساته، مع ازدياد الاحتضان المجتمعي له باعتباره احتفالية تقديرية لكل عنصر من عناصر الموروث الإماراتي، مشيراً إلى أنّ الزيادة في أعداد المتسابقين والتي بلغت هذا العام 4000 متسابق تعكس النجاح الذي حققه المهرجان كمنبر رياضي مجتمعي ثقافي وتراثي بامتياز، يسهم في تعزيز الإمكانات الاقتصادية والسياحية لمنطقة الظفرة ويعمل على تفعيل مشاركة الحاضنة الشعبية في استعادة المخزون الثقافي وإحيائه والحفاظ عليه.
وختم المزروعي بالقول: «إن اكتمال عشر سنوات من عمر المهرجان، يعني مزيداً من المسؤولية الوطنية والمجتمعية، علينا في اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، كما على الشركاء والداعمين والرعاة، والتي تتجلى في الحفاظ على المستوى الراقي الذي وصل إليه المهرجان، والالتفاف الجماهيري حول فعالياته وبرنامجه، إضافةً إلى التفكير دوماً في كيفية تطويره وإضافة المزيد من ممكّنات الاستدامة للمهرجان وللسياحة الثقافية في منطقة الظفرة».
وتتضمن فعاليات مهرجان الظفرة البحري التي يشارك فيها متنافسون من أكثر من 20 دولة، ويحضرها أفراد المجتمع الإماراتي المواطن والمقيم في الظفرة بخاصة والإمارات عامةً، العديد من المنافسات الرياضية البحرية التراثية والحديثة بجانب الألعاب البرية المصاحبة، ومن بين السباقات الأساسية التي يشتمل عليها برنامج المهرجان: سباق التفريس، وسباق التجديف التراثي، وسباق القوارب الشراعية الحديثة، بجانب سباق مروح للقوارب الشراعية المحلية لفئة 60 قدماً، وسباق جنانة للشراع لفئة 22 قدماً، وسباق البوانيش الشراعية للشباب، وسباقات الكايت سيرف الحديثة، والإبحار بالباراشوت، والتجديف وقوفاً.
ويتضمن المهرجان كذلك بطولة بطل الإمارات للشراع (ريجاتا)، وقوارب الكاياك، ومنافسات السباحة، وبطولتي الكرة الطائرة الشاطئية، وكرة القدم الشاطئية، إضافة لباقة مميزة من الفعاليات التراثية ذات الصلة بالبيئة البحرية، والتي تتضمن فعاليات المسرح الرئيسي وقرية الطفل، بالإضافة إلى السوق الشعبي الذي يحتضن مسابقات الطبخ، وعروض أزياء للفتيات والسيدات وعروض للعديد من المنتجات المتنوعة.
ويأخذ مهرجان الظفرة البحري زواره برحلة عبر الزمن يجتذبهم من حوله لقيمته التاريخية والمعنوية كونه يحاكي ذاكرة أوطان، وتأتي أهميته في إبراز جوانب الحياة في البيئية البحرية.
السوق الشعبي في مهرجان الظفرة عراقة الماضي بإبداعات الحاضر
ابداعات الماضي وعراقة التاريخ تتجلى في السوق الشعبي المقام ضمن فعاليات مهرجان الظفرة البحري حيث الماضي العريق باصالته من خلال مشغولات يدوية واعمال تراثية تنسجها مبدعات اماراتيات يتفنن في نقل التراث العريق الى الاجيال الحالية وجمهور كبير من داخل الدولة وخارجها يحرص على متابعة تلك الاعمال التراثية والمشغولات اليدوية التي تم تنفيذها بحرفية عالية واتقان كبير.
ورغم تعدد الفعاليات وتنوعها في مهرجان الظفرة البحري يظل السوق الشعبي حالة خاصة ارتبطت في وجدان كل زوار المهرجان مع اختلاف اعمارهم وتعدد جنسياتهم حيث ارتبط السوق الشعبي ارتباط وثيق بالمهرجان نظرا لما يقدمه من مشغولات تراثية واعمال يدوية تحاكي الماضي القديم للمنطقة الظفرة واعمال تراثية ارتبطت بحياة
اهل الغوص الصيد لتحكي قصة كفاح ونجاح وعادات وتقاليد لم تتاثر بالنهضة والحضارة بل كانت فخر واعتزاز لهم ليؤكدوا ان الحضارة لا تعني الاستغناء عن التراث القديم والعادات والتقاليد الاصيلة.
تتنوع المعروضات والمشغولات في اجنحة السوق الشعبي لتعطي تمازج متقن بين الماضي بعراقته والحاضر بابداعاته ليتواجد فيها كل ما يتعلق بالماضي الجميل ورائحته الزكية من محال لبيع الملابس والأقمشة والمنسوجات الشعبية، العطور والبخور والمباخر محلية الصنع والتحف والهدايا ومحل للحلويات والتوابل العطرية، بهارات وأعشاب، وصناديق المندوس،
وملابس تراثية ومشغولات يدوية تراثية ومصاحف ومسابح، ومحلات، وتحف وهدايا، وأواني منزلية، وملابس أطفال، ولوحات تراثية، وحناء، ومشغولات يدوية، وحلوى، إضافة إلى بعض المأكولات والمشروبات الخفيفة ومأكولات شعبية مثل اللقيمات والرقاق والحلوى المحلية.
ويتميز السوق الشعبي بأصالة الطابع التراثي المحلي ليصبح واحداً من أهم أركان المهرجانات التراثية التي تقام على أرض المنطقة الظفرة ويأتي من منطلق إيمان لجنة إدارة المهرجانات
والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي بأهمية الحفاظ على تراث الإمارات لتحقيق تطوير ينسجم ويجمع بين الأصالة والحداثة في وجه التطور العمراني السريع.
عبيد خلفان المزروعي مدير مهرجان الظفرة البحري ، أكد بدوره حرص اللجنة المنظمة على كل ما من شأنه صون التراث، فالمهرجان يمثل مساحة للحنين للماضي وفرصة لاستلهام التراث وتوظيفه في مساحات ومفردات شعبية تضاف إلى التصميم لساحة المهرجان، وكأن هذا التراث تجديداً وبعثاً لروح كانت موجودة أعيدت إليها الحياة فصارت أجمل من
كل الابتكارات، وذلك لأن التراث المحلي له نكهة جمالية وأبعاد نفسية لا يعرفها إلا من كان متفاعلاً معها.
بيت النواخذه يحكي تاريخ المرفأ قديما
لم يكن بيت النواخذه المقام ضمن فعاليات مهرجان الظفرة البحري مجرد بيت عادي ولكنه تاريخ طويل لمدينة عريقه تحدت الصعاب على مر الزمان يبرز للزائر مراحل التطور الذي شهدته مدينة المرفأ منذ القدم وحتى وقتنا هذا، وبيت النواخذخ هو ذلك البيت الذي كان يجتمع فيه صيادي اللؤلؤ والاسماك قديما يتناولون فيه اخبار الغوص ورحلات الصيد وغيرها من الاخبار التي تهم الصيادين خاصة قبل الخروج في رحلات الصيد لذا حرصت اللجنة المنظمة للمهرجان ان يكون له وجود قوي وعلامة مميزة لدى الزائرين .
ويؤكد جمعة حثبور الرميثي أن بيت النواخذه المقام على شاطئ المرفأ ان كافة المعروضات داخل الجناح البحري تم تصنيعها من مواد طبيعة مستخلصة من النخلة وهي المصدر الرئيسي لمعظم المواد المستخدمة قديما في صناعة السفن والغوص وصيد الاسماك لذلك فان النخلة كانت صديق دائم لاهل البر والبحر.
ويروي لنا الرميثي ان المرفأ قديما كانت محطة بحرية هامة يتوافد عليها اهل ليوا من التواجدين في البر ليتم نقلهم عبر القوارب الى جزيرة مروح تلك الجزيرة التي لها مكانة كبيرة في نفوس اهل البحر ومازالت موجودة حتى زمننا هذا ويحرص اهلها على زيارتها باستمرار للاستمتاع بذكرياتهم الجميلة داخلها كما كان اهلها يحترفون الغوص وصيد اللؤلؤ خلال فترة الغوص بينما يقوموا بصيد الاسماك باقي شهور العام موضحا ان فترة الغوص لا تتجاوز من 3 الى 4 شهور وحصيلة الغوص لا تكفي متطلبات الافراد في تلك الفترة لذلك كان الصياد عقب عودته من الغوص يستعد لرحلات صيد الاسماك والتي تمتد لاكثر من 9 شهور .
وامام الكم الكبير من المعلومات والتاريخ التي يعج بها بيت النواخذه لا يمكن لزائر مهرجان الظفرة البحري ان تطا قدماه موقع المهرجان على شاطئ المرفأ الا ويجد نفسه متجها الى الركن البحري على الشاطئ بجوار قرية الطفل ليعيش عالم من التراث والتاريخ وينتقل الى حقبة مهمة من تاريخ الظفرة ويعيش حياة الاباء والاجداد من صيادي اللؤلؤ والغواصين حيث يعج المكان بكل مفردات التاريخ في ذلك الزمان .