ربما يبدو على السطح أن عاصفة العدوان الثلاثى ضد سوريا قد هدأت نسبيا ولكن الحقيقة أن الموقف مازال مشحونا باحتملات مخيفة يمكن التقاطها من تسريبات أمريكية وأوروبية مقصودة تشير إلى أن السيناريو المرسوم لم تكتمل كل حلقاته ثم إن صمت روسيا وحلفائها قد يكون صمتا ــ مؤقتا على الأقل ــ فى هذه المرحلة ومن ثم لا يمكن استبعاد ردود أفعال لايعرف أحد متى تجيء ولا أين تقع!
ومن يقرأ بدقة وعمق بعناية كلمة الرئيس السيسى أمام القمة العربية يدرك عمق المخاوف من استمرار تدهور الأزمة فى ظل الغياب العربى بينما أصابع التدخل الأجنبى تواصل فعلها بمساعدة أطراف إقليمية وعربية.
والحقيقة أن أى نظرة محايدة للأزمة السورية ينبغى أن تبتعد بنا عن الانزلاق إلى الأفق الضيق الذى يحصر المسألة فى سؤال عقيم هو.. هل نحن مع نظام بشار الأسد أو نحن مع المعارضة التى استجلبت للأرض السورية شراذم إرهابية من كل أصقاع الأرض؟
إن سوريا شأنها شأن أى وطن ينبغى أن ترتفع مصلحته العليا فوق مصلحة جميع الأشخاص وجميع التيارات وجميع الطوائف ولكن ينبغى مراعاة أن تطورات الأزمة أضافت المزيد من التعقيدات وأعادت استنساخ صراعات عرقية قديمة بعد أن سالت على الأرض دماء غزيرة متعددة الاتجاهات والدوافع وهو ما زاد من صعوبة الحسم بأين يوجد الصواب وأين يوجد الخطأ.
وظنى أن الرئيس السيسى أصاب كبد الحقيقة عندما قال بوضوح: «إن سوريا أرض عربية ولا يجوز معالجتها دون شعبها» مستشعرا الواقع الصعب لأزمة تتصارع فيها تيارات دولية عنيفة ومطامع إقليمية لا حدود لها تعكس رغبات خبيثة فى تهديد وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية.
ولسوف تكون كارثة لو تباطأت خطوات الإنقاذ للسفينة السورية التى تواجه خطر الغرق من شدة الأعاصير المحيطة بها من كل الاتجاهات!