بدأ الجيش السوري القصف اليوم الثلاثاء، تمهيدا لهجوم على آخر منطقة خارج سيطرته قرب دمشق، حسبما قال قائد في تحالف عسكري إقليمي موال للحكومة السورية.
واستعادة مخيم اليرموك ومناطق مجاورة إلى الجنوب من دمشق ستمنح الرئيس بشار الأسد سيطرة كاملة على العاصمة السورية كما ستحكم قبضته على السلطة.
وظل مخيم اليرموك، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ منتصف القرن العشرين، تحت سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لسنوات. وعلى الرغم من أن أغلب سكانه فروا فإن الأمم المتحدة تقول إن الآلاف ما زالوا هناك.
واستفاد الأسد من القوة الجوية الروسية منذ عام 2015 لاستعادة مساحات كبيرة من سوريا الأمر الذي جعله في وضع هو الأقوى منذ الشهور الأولى من الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الثامن.
وأسفرت الحرب عن سقوط أكثر من 500 ألف قتيل وجذبت قوى إقليمية وعالمية للصراع. وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أول ضربات منسقة ضد حكومة الأسد يوم السبت ردا على ما تصفه الدول الثلاث بهجوم بغاز سام قتل العشرات من سكان دوما آخر مدينة استعادت الحكومة السورية السيطرة عليها في الغوطة الشرقية.
ودمرت الصواريخ الغربية ثلاثة أهداف كان تم إخلاؤها مسبقا لكنها لم تقدم شيئا لتغيير دفة الحرب. وتواصل القوات السورية المدعومة من روسيا هجومها بهدف استعادة السيطرة على البلاد بأكملها.
ونفت دمشق وموسكو استخدام الغاز السام ونشرا تصريحات لعاملين في مستشفيات بدوما تنفي وقوع هجوم كيماوي في المنطقة. ووصفت جماعات إغاثة طبية تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة هذه التصريحات بأنها دعائية.
وقال التلفزيون السوري إن فريق مفتشي الأسلحة الكيماوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية دخل دوما اليوم الثلاثاء. ووصل الفريق إلى دمشق يوم الجمعة.
وذكرت وسائل إعلام سورية أن صواريخ استهدفت مرة أخرى قاعدة جوية ليل الاثنين إلا أن قائدا في تحالف عسكري إقليمي يدعم الحكومة السورية قال لرويترز في وقت لاحق إنه كان إنذارا خاطئا.
وأضاف طالبا عدم نشر اسمه أن الهجوم الجديد الذي بدأه الجيش السوري يستهدف متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود. وتابع أن مقاتلي المعارضة في منطقة بيت سحم المجاورة سينسحبون في حافلات وفقا لاتفاق مع الحكومة.
وأوضحت جولة إعلامية نظمتها الحكومة السورية يوم الاثنين في دوما دمارا كبيرا ومحنة سكان نجوا من حصار دام لسنوات.
وبدأ الهجوم على الغوطة الشرقية، التي كانت خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، في فبراير شباط وانتهى بانتصار القوات الحكومية يوم السبت عندما انسحب مقاتلو المعارضة بعد ساعات من انتهاء الضربات الجوية التي شنتها دول غربية على مبان قالت إنها كانت تُستخدم في أبحاث وتخزين أسلحة ومعدات كيماوية.
وفي نهاية المطاف قبلت جماعات المعارضة التي كانت تسيطر على مناطق في الغوطة الشرقية باتفاقات الاستسلام التي اشتملت على انسحاب الجماعات إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا بما في ذلك إدلب.
وبعد استعادة الغوطة الشرقية، ما زالت هناك جيوب أصغر على الأرض تسعى قوات الحكومة السورية لانتزاعها من المعارضة بالإضافة إلى منطقتين كبيرتين تسيطر عليهما المعارضة في شمال غرب وجنوب غرب البلاد.
وإلى جانب الجيب الذي يقع جنوبي دمشق ما زال مقاتلو المعارضة يحاصرون جيوبا في مدينة الضمير شمال شرقي دمشق وفي منطقة جبال القلمون الشرقية القريبة وحول الرستن شمالي حمص.
وقال قائد التحالف العسكري الإقليمي الموالي للحكومة إن الجيش أعد عملية عسكرية في شرق القلمون لكن روسيا تعمل على انسحاب مقاتلي المعارضة دون قتال. وقال التلفزيون الرسمي اليوم الثلاثاء إن مقاتلي المعارضة في الضمير وافقوا على الانسحاب.
وفي شمال غرب سوريا، أكبر منطقة ما زالت تحت سيطرة المعارضة، قد يؤدي هجوم تشنه الحكومة السورية إلى دخول دمشق في مواجهة مع تركيا التي أقامت عددا من مواقع المراقبة العسكرية في المنطقة.
وقال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني خلال زيارة لدمشق الأسبوع الماضي إنه يأمل أن يستعيد الجيش قريبا السيطرة على إدلب ومناطق في شرق سوريا تخضع الآن لسيطرة تحالف مقاتلين أكراد وعرب تدعمه واشنطن.