وجهت الولايات المتحدة الأمريكية بمعية فرنسا والمملكة المتحدة ضربات صاروخية على أهداف محددة تابعة للنظام السوري، كرد فعلٍ على قيام الأخير باستخدام السلاح الكيماوي. ووفق التقارير الرسمية المعلنة من البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، فإن الضربات الصاروخية قد تمكنت من إعادة برنامج الأسلحة الكيماوية السوري سنوات عديدة إلى الوراء. كما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية عدم صحة أي تقارير إعلامية بثَّها الإعلام السوري عن تمكن دفاعاته من إسقاط الصواريخ التي أطلقت على الأهداف المحددة.
مملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، أصدرت بيانات تأييد لهذه الضربات الصاروخية، لأنها باختصار توجه رسالة إلى النظامين الإيراني والسوري معًا، بأن أفعالهما لن تمر دون رد فعل ودون عقاب.
لكن اللافت من جملة ردود الأفعال التي صدرت في أعقاب الهجوم، هو ذاك الصادر عما تسمى «حركة حماس»، حيث استنكرت في بيان لها ضرب النظام السوري، كما أعربت «الحركة» عن استعدادها إعادة العلاقات مع النظام السوري! هذه الجماعة الإرهابية، صمتت سبع سنوات عن كل الفظائع والشنائع التي ارتكبها النظام السوري، وكانت تتفرج على الإيرانيين وهم يقصفون المدن والقرى السورية وينكلون بأهلها ويمارسون أبشع ما يمكن وصفه بحق المدنيين من رجال ونساء وأطفال. لم يصدر عن «حماس» الإرهابية أي بيان يدين الإيرانيين أو النظام السوري، وكأن هذا التنظيم الإرهابي لا يمانع من أن يستمر الوضع في سوريا بهذه الطريقة، وإن أدى إلى فناء الشعب السوري. لكن أن تتدخل دول لمعاقبة النظام السوري وحليفه الإيراني على أفاعيلهما بحق المدنيين، حتى إن كان ذلك عبر ضربات جوية لا يتجاوز وقتها ساعة من الزمن، ودون أن توقع خسائر بشرية، فإن «حماس» هنا ترعد وتزبد، وتصطف إلى جانب النظامين السوري والإيراني، وليذهب الشعب السوري إلى الجحيم. وهو تمامًا موقف «حماس» من المليشيات الحوثية الإيرانية، التي لا تتوقف عن إطلاق الصواريخ البالستية على المدن السعودية، وتحاول استهداف الأراضي المقدسة، حيث لم يصدر عن «حماس» (الإخوانية) أي بيان يدين الاعتداءات الحوثية على المدنيين في بلاد الحرمين، بل كانت تخنس وتتوارى كما تفعل الشياطين. لكن إذا ما تعلق الأمر بإيران، فإن «حماس» هي أول القافزين للدفاع عن نظام «خامنئي» والتبرك به والتزلف إليه.